الإيمان ، فسماهم به ودعاهم) (1)، وبإيمانهم من كبائر عصيانه أعطوا هداهم ، كما قال الله الذي (2) لا إله إلا هو : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) (17) [محمد : 17] ، وبتقوى الله التي هي خشية الله وإكباره ، وإجلال الله عن العصيان وإعظامه ، تمت من الله عليهم النعم ، وثبت عند الله لهم الكرم ، فقال سبحانه : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [الحجرات : 12] ، فاتقوا الله فقد علمكم وهداكم ، واطلبوا النجاة والكرم بتقواه ، فبها كرم عنده (3) ونجا من آتاه هداه ، فلن يوجد البر والتقوى أبدا إلا في كريم ، ولا الفجور والعصيان (4) ما بقيت الدنيا إلا في لئيم.
وفي الفريقين ما يقول الله تعالى في كتابه الحكيم : ( إن الأبرار لفي نعيم (13) وإن الفجار لفي جحيم ) (14) [الانفطار : 13 14] ، وفي المؤمنين الأتقياء الأبرار ، بعد الذي وصفهم الله به من التحاب والتبار ، ما يقول الله : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) (71) [التوبة : 71] ، فجعل دار المؤمنين والأبرار ، خير محل ومنزل ودار ، جعلها سبحانه دار أمن وإيمان ، ظاهر (5) فيها كل بر وإحسان ، يؤمر فيها بما يرضي الله سبحانه من التقوى والبر والمعروف ، بغير ما تقية فيها للظالمين ولا رهبة ولا مراقبة ولا خوف ، وينهى فيها عما يسخط الله من المنكر والطغيان (6)، وما لا يحبه الله من الفسوق والعدوان.
صفحة ٢٤٣