هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
تصانيف
قال أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام: (المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الجدول) وهذه مقالة قد أسست على المحن، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن، حياة أهلها نغص، وقلوبهم كلها غصص، والأيام عليهم متحاملة، والدنيا عنهم مائلة.
فإذا كنا شيعة أئمتنا عليهم السلام في الفرائض والسنن فينبغي أن نتبع لواءهم في بلوى وحزن؛ غصبت فاطمة الزهراء ميراثها من أبيها يوم السقيفة، وأخر أمير المؤمنين عن الخلافة وهو الخليفة، وسم الحسن سرا، وقتل الحسين جهرا، وصلب زيد بن علي بالكناسة، وقطع رأس يحيى بن زيد في المعركة، وخنق عبدالله بن الحسن في حبس الدوانيقي.
الكلام الذي ذكره أبو الفتح الديلمي، ولا أدري أيهما أقدم فيكون الثاني الآخذ من كلام الأول؛ لأنهما تطابقا فيه تطابقا يبعد أن تتفق فيه الخواطر، إلا أنه زاد على كلام الديلمي، وذكر من الأحداث ما لم يذكر على أهل هذا البيت الفاطمي.
قال: هذا بعد قتل قتيبة بن مسلم الباهلي لابن عمر بن علي حين أخذه، وقد ستر نفسه ووارى شخصه يصانع حياته، ويدافع وفاته ولا كما فعله الحسين بن إسماعيل [المصعبي] بيحيى بن عمر الزيدي خاصة، وما فعله مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة كافة.
حتى قال: تساوى في قتلهم الأموي والعباسي، وأطبق عليهم العدناني والقحطاني، وذكر جملة من الأحداث من قتل الطالبيين، وأعيان شيعتهم الأكرمين.
صفحة ١١٨