291

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ثم قام بعده الإمام الزكي الحبر الرضي زيد بن علي -صلى الله عليه- في عصبة قليلة شروا أنفسهم في سبيل الله، وسارعوا إلى الغفران، وتبادروا إلى الجنان، فعطفت عليهم الأشقياء من بني أمية سالكين بهم سبيلهم في جده، فقتلوه وصلبوه وأحرقوه، ثم ألحقوا به الطاهر المطهر ابنه يحيى.

فيا لبني أمية الويل والثبور، ويا لهم السعير المسجور، غرتهم زهرة الدنيا فمالوا إليها، ورغبوا عن الآخرة فأعرضوا عنها ، { أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون(16)} [هود] ، {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون(44)فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين(45)} [الأنعام] .

ثم جاء بنو العباس معلنين شعارنا، طالبين بزعمهم ثأرنا؛ بادعائهم جدهم العباس وابنه عبدالله في متابعة أمير المؤمنين، وإظهار طاعته وإيثار ولايته؛ إذ لم يزل العباس يخطب بمبايعته السعادة، وعبدالله يطلب بالجهاد بين يديه الشهادة.

فلما اتسقت أحوالهم بنا، واستوسقت أسبابهم باسمنا، بغوا وطغوا ورفلوا في أثواب المروق، وجردوا علينا أسياف العقوق، وسن مخذولهم الملقب بالمنصور في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم القتل الذريع، والحبس الفظيع، والأمر الشنيع.

صفحة ٣٣٥