هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
تصانيف
وصدر أول حرف الجيم (جرير بن عطية) الشاعر، وأخر بعده جعفر الصادق بن محمد الباقر، وجعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، هكذا وصفه ابن أبي الحديد، وروي أن أبا حنيفة من تلامذته وسفيان الثوري من تلامذته وحسبك بهما في هذا الباب.
قال: ونسب سفيان الثوري إلى أنه زيدي المذهب، وكذلك أبو حنيفة، ومحمد بن علي الباقر بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لم يخلق بعد)) وسماه الباقر، ووعد جابر بن عبدالله الأنصاري برؤيته وقال: ((ستراه طفلا فإذا رأيته فأبلغه عني السلام)) فعاش جابر حتى رآه وقال له ما وصي به. ذكر ذلك كله العلامة ابن أبي الحديد وغيره.
ومن كان مواليا للعترة وجد لذكرهم مجالا، ومن كان معاديا لهم لم يرض في وصفهم مقالا، وليتهم إذ جحدوا فضلهم الظاهر وعلمهم الباهر، نزهوهم عن الذكر مع تلك الأشباه والنظائر، وعرفوا أن الأحجار لا تنتظم مع الجواهر.
ولم يقنع ابن خلكان حتى جعل ذكر زيد عليه السلام وألحقه كالتتمة لذكر الوزير الظالم ابن بقية، الحقه في آخر ترجمته، ولزه في نمط مرثيته، وذلك أن ابن بقية لما قبض عليه عضد الدولة وقتله وصلبه، رثاه محمد بن عمر الأنباري بأبيات فائقة، وبذلك المعنى لائقة ، فذكرته واقعة بن بقية واقعة زيد عليه السلام وكان ناسيا، ونبهته على ذكر صلته وكان ساهيا.
صفحة ٢٠٥