هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير ت. 822 هجري
148

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وروينا بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم: ((أريت في منامي رجلا من أهل بيتي دعا إلى الله وعمل صالحا، غير المنكر وأنكر الجور فقتل فعلى قاتله لعنة الله)) وفي الخبر الآخر: ((فعلى صالبه لعنة الله)) .

[طرف من أخباره عليه السلام]

[خبر أبي غسان الأزدي]

وروينا عن أبي غسان الأزدي قال: قدم علينا زيد بن علي إلى الشام أيام هشام بن عبد الملك فما رأيت رجلا كان أعلم بكتاب الله منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر يقص علينا ونحن معه في الحبس بتفسير الحمد وسورة البقرة يهذ ذلك هذا.

وذكر الكتاب قال فيه: (واعلموا رحمكم الله أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم، لأن الله شرفه وكرمه، ورفعه وعظمه، وسماه روحا ورحمة وشفاء وهدى ونورا، وقطع منه بمعجز التأليف أطماع الكائدين، وإبانة تعجيب النظم عن حيل المكلفين، وجعله متلوا لا يمل ، ومسموعا لا تمجه الآذان، وغضا لا يخلق عن كثرة الرد، وعجيبا لا تنقضي عجائبه، ومفيدا لا تنفد فوائده، والقرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام لا يسع الناس جهله ، وتفسير يعلمه العلماء ، وعربية يعرفها العرب، وتأويل لا يعلمه إلا الله وهو ما يكون مما لم يكن، واعلموا رحمكم الله أن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا، فظهره تنزيله، وبطنه تأويله، وحده فرائضه وأحكامه، ومطلعه ثوابه وعقابه).

صفحة ١٩١