هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير ت. 822 هجري
142

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فمن الأحق بالانتساب إلى الحسين عليه السلام، من يعده له إماما أم من لا يعده له إماما ؟ طالع كتب الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية لا يعدون أحدا من أئمة العترة لهم إماما لا من تقدم منهم ولا من تأخر، وإن ذكروا فضل أهل البيت -عليهم السلام- ذكروه مجردا عن اعتقاد إمامة أحد منهم من الأوائل والأواخر.

فصح بما قلناه أن الزيدية هم أتباع العترة دون من سواهم من هذه الأمة، وإنما لم نذكر علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام لأنه لم يدع إلى نفسه ويتجرد لمنابذة الظالمين، وحرب الفسقة المجرمين؛ والزيدية إنما تعد الإمام من أهل البيت عليهم السلام من جمع شروط الإمامة ، وخرج داعيا إلى الله مقاتلا لأعداء الله، ومن أغلق عليه منهم بابه وأرخى حجابه لم يسموه إماما، وإن كان في الفضل والعلم والزهد إماما يقتدى به في الصلاح فإنه عندهم ليس بمفترض الطاعة.

ومن هذا القبيل كثير من أهل البيت وعلمائهم وفضلائهم؛ ومن لو ذكرناه لطال مساق الحديث في القديم من الزمان والحديث.

صفحة ١٨٥