ومثل هذا ما ورد في سورة العاديات قال الله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود(6)وإنه على ذلك لشهيد(7)وإنه لحب الخير لشديد (8)} [العاديات] ، فالخير في قوله تعالى: {وإنه على ذلك لشهيد(7)} ، راجع إلى الله تعالى في أحد التفسيرين؛ فلم يمنع صحة ذلك توسطه بين وصفي ابن آدم.
وقد ذكر بعض المتأخرين من علماء الزيدية أن من الجائز أن يكون توسط ذكر أهل البيت بين أوصاف الزوجات ترتيبا صحابيا؛ لأن الصحابة بعد قبض رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رتبوا القرآن وقدموا فيه وأخروا، أشار إلى ذلك في (كتاب الجوهرة) ونبه عليه في التعليق.
وهذا وإن كان يمشى فالظاهر أن سورة الأحزاب نزلت جملة واحدة، ولأن الصحابة إنما رتبوا السور لا الآيات، فإن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا نزلت آية قال: ((اجعلوها في مكان كذا)) .
صفحة ٥٥