هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
تصانيف
المبلغون للرسالات، الآتون من الله سبحانه بالدلالات، المثبتون على الأمة حجته البالغة، المسبغون بذلك على الأمة النعم السابغة، لا يجهل فضلهم إلا جهول معاند، ولا ينكر حقهم إلا معطل جاحد، ولا ينازعهم معرفة ما أتوا به عن الله إلا ظلوم، ولا يكابرهم فيما ادعوه من الله إلا غشوم، لأنهم أهل الرسالة المبلغة، والآتون من الله سبحانه بالحجة البالغة، الذين افترض الله على الأمة تصديقهم، وأمروا باتباعهم ونهوا عن مخالفتهم، وحضوا على الاقتباس من علمهم ، ألا تسمع كيف يقول الرحمن فيما أنزل من النور والبرهان ، حيث يقول: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(43)} [النحل] ، فأمرت الأمة بسؤالهم عند جهلها، والاقتباس منهم لفروض علمها، ثم قال سبحانه : {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا(83)} [النساء] .
صفحة ١٥٩