قال أبو الحسن علي بن خلف بن بطال في (شرح الجامع الصحيح) للبخاري: اتفق كافة العلماء على أن أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يدخلن في آله الذين تحرم عليهم الصدقة، انتهى كلام أبي الخطاب.
والقصد بهذا تفسير أهل البيت؛ لأن آل رسول الله -صلى الله عليه
وآله وسلم- هم أهل بيته، وأهل بيته هم آله ، وقد تقدم تفسير زيد بن أرقم لأهل البيت، وأن أزواجه -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يدخلن في أهل بيته، وإنما أهل بيته من تحرم عليهم الصدقة.
[بحث حول آية التطهير]
إن قيل: إن هذه الآية وهي قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(33)} [الأحزاب] ، وردت في زوجات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، لأن أول الآية وما بعدها يشهد بذلك، قال الله في أولها: {يانساء النبي لستن كأحد من النساء} [الأحزاب:32] ، إلى قوله تعالى: {إنما يريد الله} [الأحزاب:33] ، وقال تعالى في آخرها: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن} [الأحزاب:34] ، وهذا يقضي بأنها واردة فيهن دون غيرهن، وقد قال الزمخشري في كشافه : وفي هذا دليل بين على أن نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من أهل بيته، هذا لفظه.
صفحة ٥٣