254

الهداية الكبرى‏

تصانيف

الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ وإنهم أخذوا الرضا أباه عند المأمون فحملوه إلى القافة بمكة، وهو طفل في مجمع من الناس في المسجد الحرام فعرضوه عليهم فلما نظر إليه القافة خروا سجدا، ثم قاموا فقال: ويحكم من هذا الكوكب العظيم الدري النور المبين يعرض علي هذا والله الزكي النسب المهذب الطاهر والله ما تردد إلا في الأصلاب والأرحام الطاهرة، والله ما هو إلا من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي أمير المؤمنين فارجعوا فاستقيلوا الله عز وجل واستغفروه ولا تشكوا في نسب مثله، وتحمد، (عليه السلام) في ذلك الوقت وله خمسة وعشرون شهرا فنطق بلسان أرهف من السيف وأفصح من الفصاحة يقول:

الحمد لله الذي خلقنا من نوره، واصطفانا من بريته، وجعلنا أمناءه، على خلقه ووحيه، معاشر الناس أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي المرتضى وفاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى (صلى الله عليهم أجمعين) وعلى أولادي بعدي، وأعرض على القافة والله إني لأعلم بأنساب الناس من آبائهم، والله إني لأعلم خوافي سرائرهم وظاهرهم وإني لأعلم بهم أجمعين وما هم إليه صائرون أقوله حقا، وأظهره صدقا علما أورثناه الله عز وجل قبل الخلق أجمعين، وبعد فناء السماوات والأرض، وايم الله لو لا تظاهر الباطل علينا وغلبة دولة الكفر وتولي أهل الشك والشرك والشقاق علينا لقلت قولا يعجب منه الأولون والآخرون، ثم وضع يده على فمه وقال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك:

فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون @HAD@ إلى آخر الآية، ثم تولى إلى رجل إلى جانبه فقبض على يده وتمشى يتخطى رقاب الناس، والناس يفرجون له فرأيت مشيخة حلة وهم ينظرون إليه، ويقولون: الله أعلم حيث يجعل رسالته

المطلب.

صفحة ٢٩٦