تذييل : اختلف فيما وضع له أسماء الإشارة ونحوها من الضمائر وسائر المبهمات.
فقال بعض كصاحب الكفاية (1): بأن «هذا» مثلا وضع لمعنى عام ، وهو المفرد المذكر ، وإنما الخصوصية جاءت من قبل الاستعمال ، كما في الحروف ، فكما أن لفظة «من» وضعت لمعنى كلي وهو الابتداء لأن يلاحظ آلة وحالة لغيره كذلك لفظ «هذا» وضع لكلي مفرد مذكر لأن يشار به إليه.
وفيه : أنه لو سلم (2) ذلك في الحروف لا يسلم في أسماء الإشارة ، إذ المراد بالإشارة إلى المعنى باسم الإشارة إن كان استعماله في معناه ، فجميع الألفاظ الموضوعة كذلك ، ولا يختص هذا بأسماء الإشارة. وإن كان المراد الإشارة الخارجية ، فمن الواضح أنها ليست كاللحاظ الآلي الذي هو أمر ذهني خارج عن الموضوع له ، فلا محالة يكون داخلا في الموضوع له.
وذهب شيخنا الأستاذ قدسسره إلى أنها وضعت للمعاني المتقيدة بكونها المشار إليها بنفس هذه الألفاظ (3).
صفحة ٦٢