قيام زيد ، وحينئذ إذا تحقق القصد منه واقعا فصدق وإلا فكذب ، بل غرضنا أن قول المتكلم : «زيد قائم» له عنوانان : عنوان أولي ، وهو أنه كيف مسموع ، قصد به شيئا أو لا ، وعنوان ثانوي يتولد من قصده الإخبار والحكاية عن قيام زيد ، وهو عنوان الحكاية والإخبار عن قيام زيد والصدق والكذب باعتبار مطابقة هذا العنوان للواقع وعدمها والقصد محقق هذا العنوان الثانوي ، أي : الحكاية ، وإن شئت فسمه بالفعل التوليدي ، فالمخبر به والمحكي عنه هو قيام زيد في الخارج لا قصد الحكاية عن قيام زيد.
والمقصود أن «زيد قائم» لا يكون مصداقا للحكاية والإخبار عن قيام زيد إلا إذا قصد المتكلم عنوان الإخبار والحكاية ، كما أن القيام الذي يكون تعظيما عند جماعة لا يكون مصداقا للتعظيم إلا إذا كان القائم بفعله القيام قاصدا للتعظيم ، وكل ذلك يكون بالجعل والمواضعة ، ولذا ما يكون مصداقا للتعظيم عند جماعة ، ربما يعد هتكا وتوهينا عند جماعة أخرى ، كتحريك اليد على نحو مخصوص ، حيث يعد عند طائفة من أهل الهند تعظيما ، وعند الفرس هتك ، هذا في هيئة الجملة الاسمية.
وأما هيئات الأفعال : فهيئة الفعل الماضي وضعت للحكاية عن تلبس الفاعل بالمبدإ سابقا على التكلم أو سبقا خاصا بالإضافة إلى غير التكلم ، فقوله : «ضرب زيد» يدل على تحقق الضرب من زيد قبل التكلم بهذا الكلام ، وقولنا : «يجيء زيد وقد صام قبله
صفحة ٥٥