فيكون من الوضع العام والموضوع له الخاص ، فإن المعنى المتصور في مقام الوضع كلي صادق على كثيرين ، واللفظ وضع بإزاء واقع هذا الكلي ، وهو مصاديقه من حيث هي مصاديقه بلا دخل أية خصوصية من الخصوصيات ، وهذا كما إذا تصور الواضع معنى كليا ، وهو من يتولد يوم الجمعة ، ووضع لفظ «علي» [مثلا] بإزاء واقع هذا الكلي ، فاللازم في الوضع تصور الموضوع له ولو بوجه ، وهو موجود في الوضع العام والموضوع له الخاص ، إذ العام وإن لم يكن مرآة ووجها لأفراده بخصوصياته الفردية ولكنه مرآة ووجه لأفراده ملغى عنها الخصوصيات ، وقد عرفت أن الموضوع له في الوضع العام والموضوع له [الخاص] هي الأفراد ملغى عنها الخصوصيات لا الأفراد بخصوصياتها الفردية ، وغير معقول في الوضع الخاص والموضوع له العام ، إذ الخاص بما هو خاص ليس وجها ومرآة لعامه بلا ريب.
نعم يمكن أن يكون تصور الخاص واسطة في الثبوت وعلة للانتقال إلى العام ، وتصوره بنفسه لا بوجهه ، بل الغالب [أن] يتصور الكلي بتصور جزئياته ويعرف بمعرفة أفراده ، ولكن حينئذ يكون الوضع عاما لا خاصا.
وما قيل في تصوير هذا القسم من أنا إذا رأينا من البعيد شيئا لا نعلم أنه إنسان أو بقر أو غنم أو غير ذلك ، فقد تصورنا جزئيا خارجيا ، فإذا وضعنا لفظا بإزاء كلي هذا الجزئي ، يكون الوضع
صفحة ٣٣