السريان في كل يوم ، كما في ( أقيموا الصلاة ) (1) أو في كل شهر ، كما في الدعاء عند رؤية الهلال ، أو في كل سنة كما في ( كتب عليكم الصيام ) (2) وحينئذ يتعدد الحكم بتعدد الموضوعات والمتعلقات ، فإذا كان الموضوع على النحو الأول أو شككنا في أنه على النحو الأول أو الثاني ، فالعقل حاكم بالإتيان مرة واحدة ، لكن هذا غير دلالة الصيغة على المرة.
وكذا إذا كان على النحو الثاني ، إذ انحلال الحكم الواحد إلى أحكام متعددة لانحلال موضوعه غير تعدد الحكم.
بقي الكلام فيما أفاده صاحب الفصول قدسسره من أن النزاع في الهيئة لا المادة بدعوى أن المصدر المجرد عن اللام والتنوين لا يدل إلا على الهيئة ، وأما المادة فلا تدل إلا على الطبيعة من دون نظر إلى تحققها في ضمن فرد أو أفراد أو دفعة أو دفعات (3).
وفيه مضافا إلى عدم تحقق هذا الاتفاق أن هذا الاتفاق كما أفاده صاحب الكفاية (4) لا يوجب صرف النزاع من المادة إلى الهيئة ، فإن مادة المشتقات ليست هي المصدر لا لفظا ولا معنى ، ضرورة تباينه لفظا ومعنى معها ، والمباين كيف يكون مادة للمباين!؟
صفحة ٢٨٧