قال شاعر إنكليزي:
إن في حياة الناس مدا وجزرا
فمن استفاد من المد وصل إلى الثروة
أما من أهمله فإنه يظل حياته بأسرها في شقاء.
فأول ثروة يجب أن نغتنمها هي الفرصة، وكثيرا ما نتأسف على فواتها لأنها لا تسنح مرتين، فعلينا ألا نحجم ولا نتردد. ليكن شعارك دائما: فلنبدأ بالعمل من هذه الدقيقة، ومن يباشر حالا ينجح دائما. نحن عرضة للتجربة كل ساعة، فلنثبت في أعمالنا ولا نتنقل من موضوع إلى موضوع، وإن فعلنا فإننا لا نظفر بشيء.
قال نابليون: النصر لمن هو أشد ثباتا. تأمل الشجرة فإنها تعمل عاما كاملا لتعطيك زهرة عطرة جميلة، أو ثمرة شهية. اعلم يا صديقي، أن الأعصاب التي لا ترتخي، والعين التي لا تكل، والفكر الذي لا يتشتت هي التي تنجح دائما.
فاعمل بثبات، فالثبات هو الذي عمل عجائب الدنيا السبع. إنك ستكون رجلا عظيما إذا ثبت ولم تغير عزمك لأول عقبة تقف في سبيلك. كان الأقدمون يمثلون الإله هرقل ملفعا رأسه بجلد أسد، ومخالبه مجموعة تحت ذقنه، ليدلوا بذلك على أننا إذا تغلبنا على مصائبنا فإن تلك المصائب تصير أعوانا لنا.
أنت والحمد لله، بألف خير، لا ينقصك إلا الرغبة والإرادة القوية. تشبه بإبرهيم لنكلن: ولد في كوخ خشبي، ولم يتح له الدخول إلى المدارس ولا الحصول على كتب، ولا الدرس على معلم ولا غير ذلك من الوسائل العادية، تمثله وهو شاب طويل، نحيف غريب الشكل يقطع الأشجار ويبني كوخه الخشبي. يتعلم الحساب واللغة على نفسه في المساء، وعلى نور الموقدة. ثم صار بعد ما علم نفسه بالمشقة رئيسا للولايات المتحدة، وأعتق أربعة ملايين نفس من قيد العبودية.
قد تقول لي: مشاغلي كثيرة، وأنا أقول لك: الوقت كثير إذا أحسنا التصرف به، وسأخبرك عن بعض أعظم الأعمال التي أنشئت في أوقات الفراغ. إن الوقت قليل إذا أنفقناه في الثرثرة واللهو، وقال وقلت. أما إذا تدبرناه برغبة وإرادة فإنه يزيد كثيرا عن حاجتنا.
كثيرا ما نقول في البيت: ما بقي إلى وقت الأكل إلا خمس أو عشر دقائق، فلا وقت لعمل شيء الآن. أما الحقيقة فهي أن أعمالا كثيرة عظيمة أتمها فتيان فقراء في فضلات زهيدة من الوقت.
صفحة غير معروفة