الأديب، وما هو الأديب؟! أما قالوا قديما: أدركته حرفة الأدب. إننا في بلد، آخر الناس فيه رتبة، حامل القلم.
كنت عزمت على ألا أخوض هذه الغمرات لأنني لا أحسن السب والشتم ونحن في زمن لا يفهم ناسه إلا هذه اللغة، وأنا لا أحسنها. شعاري:
العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الملامة
ولكن أحرار هذا الزمان تعودوا التقريع، فأية فائدة ترتجى من الكتابة. ولهذا جعلت عنواني الدائم (حبر على ورق). إحياء لذكر ذلك المجهول الذي قال هذا المثل، مثل: شهاب الدين وأخيه، ولا عجب فالحبر والورق أخوان.
إن الكلمة لا تصير جسدا ما لم يتقمصها القارئ وتحل فيه، وإلا فإنها تظل حبرا على ورق. وأين هذا القارئ من قارئ أمي يعتقد أنه فوق الأمة وعلى القمة.
صندويش
صندويش على وزن سلسبيل. وكما جمعوا سلسبيل، سلاسب وسلاسيب، أريد أن أجمع صندويش، صنادش وصناديش. الصندويش طعام المستعجل وزاده، يأكله كيفما يشاء، قاعدا، أو واقفا ماشيا، ولا حرج عليه.
إن المأكولات المعدة في العلب، أغنت الكثيرين عن موقد يدب له بالحطب وقدر تراقب مراقبة الرجل الغيران لزوجة فارك شاردة العين. إن زمن طبخ الهريسة مضى وراح، فالناس أمسوا على دين امرئ القيس، بعد تلك القعدة على ثياب العذارى وإخراجهن من بركة دارة جلجل بالثوب الذي فصله لهن ربهن. ثم كافأهن الشاعر على فضيلتهن تلك بذبحه ناقته لهن.
وظل طهاة اللحم ما بين منضج
صفحة غير معروفة