راحت تنظر لي في شك، ورأيت تساؤلها عن السبب الذي يدفع أستاذا جامعيا لزيارة طالبته في منزلها في عينيها بوضوح، قلت لها مردفا: «فقط أردت أن أسألها بخصوص أحد زملائها في الجامعة، يدعى «عمار سليمان»، متغيب عن الجامعة منذ فترة، وودت لو أعرف إذا ما كانت تعرف عنوان سكنه، أو أي شيء يساعدني للوصول إليه.»
هل كنت أتخيل؟ أم أن ملامح وجهها قد تغيرت عندما نطقت اسم «عمار»؟ بدا عليها الانزعاج للحظات، قالت لي في اقتضاب: «هبة غير موجودة الآن.»
سألتها متوددا: «هل تعرفين متى ستعود؟» - «لن تعود قريبا. لقد تزوجت قبل أيام، وسافرت مع زوجها خارج البلاد.»
وقفت مشدوها للحظات من وقع الخبر.
تلك هي إذن الحلقة المفقودة!
لقد تزوجت «هبة» بالتزامن مع انتحار «عمار».
لا بد أنه قد سمع بخبر زواجها، فقرر الانتحار. وقبل أن ينتحر ترك لي رسالته الأخيرة «قل لها إنني قد أحببتها.»
لا أعرف معنى العبارة الأخرى التي قالها «كانوا أنبل ما فينا» ولا هوية ذلك الشخص الغامض الذي تشاجر معه قبيل انتحاره، لكن - بقليل من التجاوز - يمكنني افتراض أنه كان غاضبا مما عرفه، فتشاجر مع شخص ما في غمرة غضبه، ثم قرر الانتحار.
أو ربما تناول مشروبا كحوليا ما.
نعم. يبدو كل شيء منطقيا الآن.
صفحة غير معروفة