العينان المغمضتان في سلام، والملامح الباردة الصلبة، التي لم تعد باردة وصلبة الآن.
عينه اليسرى متورمة للغاية، وحولها كدمة سوداء قبيحة، وهناك جرح طولي جاف يشق شفته العليا، وآثار جروح متناثرة على وجهه.
يقولون إنه قد خاض مشاجرة مع أحد أصدقائه في الداخلية التي يسكنها؛ مما يفسر الرضوض في وجهه وجسده.
لقد رآه بعض الشهود، وهو يلقي بنفسه من على جسر المنشية في الثالثة صباحا، ما يطابق الزمن التقديري لوقت الوفاة.
هل قابلته فعلا؟
ربما كنت أحلم، ربما ما زلت أحلم!
سأستيقظ غدا وأكتشف أنني كنت أحلم بكل هذا. «نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، كيف يستجيب الله لدعائنا، ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا؟ كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟!» «برغم كل شيء فقد ساعدتني كثيرا يا دكتور، وإني لك من الشاكرين.»
شيء ما خاطئ جدا.
ولم أدر متى توقف فيضان عقلي العشوائي عن السريان، وغرقت في نوم عميق.
3
صفحة غير معروفة