وأمام عينيه الغائمتين رأى شريط حياته يمر أمام ناظريه في ثوان.
طائرة الأباتشي تثير عاصفة من الرمال، وبجانبها صورة صقر جميل الشكل.
والدته، أخته، سليمان، المسجد.
فطومة تبتسم، وتطرق للأرض في خجل، وهي تحكم لف الطرحة حول رأسها.
المدرسة.
السكن الداخلي.
الجامعة. «هبة» تقبله في القاعة الخالية، ثم تجهش بالبكاء.
وطفل صغير منتفخ البطن يقف أمام أحد المنازل المتهدمة، يحتضن دمية قطنية ملوثة بالطين.
مجتمع بكامله ينمحي من خارطة الوجود أمام ناظريه في دقائق معدودة.
رأى كل هذا أم لم يره، لا أعرف حقيقة. لكنني أعرف أنهم قد استطاعوا تحطيم آخر خطوط دفاعاته النفسية في تلك اللحظة.
صفحة غير معروفة