التوتر والخوف يفعمان الجو وتحملهما نسماته.
سمعت صوت مفتاح يعبث في الباب، ثم انفتح بصرير معدني مزعج، ثم انبعث الضوء فجأة في المكان.
كان قويا مفاجئا، حتى إنني أغمضت عيني في ألم، وعندما فتحتهما وجدت أحد الحراس يحمل دورقا به ماء، ويقف أمامنا وهو ينظر ل «عمار» في دهشة، ثم يردد: «لا حول ولا قوة إلا بالله.»
وبدوري نظرت إليه، وهالني ما رأيت.
في الضوء المباشر استطعت أن أرى أن ملامحه قد تغيرت تماما. اختفت عيناه تماما وأصبحتا خطا ضيقا تحت جفنين متورمين، لدرجة لا تصدق، تورمت شفته العليا بشدة، وفقد بعض الأسنان من أسنانه العلوية.
نزعوا أظافر يديه، هشموا عظام كف يده، وشوهوا أنفه، وأطفئوا السجائر في عنقه.
الدم يسيل من كل مكان في وجهه وجسده وأطرافه، حتى سال على السروال الذي ارتداه.
يمسك يدي بكلتا يديه، ورأسه على حجري، وهو يطلق صوت الصفير المنتظم إذ يتنفس.
خذ شعور تلك العاهرة التي فرغ أحدهم من قضاء وطره بين قدميها، ثم رمى لها أوراقا نقدية قيمة استمتاعه بجسدها على وجهها، قبل أن يغادر.
خذ شعور يهوذا الإسخريوطي، وهو يتسلل من قاعة العشاء الأخير، ثم يرى عيسى «عليه السلام» مصلوبا على الصليب الخشبي؛ بسبب خيانته.
صفحة غير معروفة