فانظر كيف أدت ترجمة الصورة الشعرية إلى تعبير عربي يختلف معناه، ويحل محل التعبير القديم (زيم اسم الفرس، وحطم أي شديد البأس، ووضم هي «القرمة» الخشبية التي يقطع الجزار عليها اللحم)، وأعتقد أن من يقارن ترجماتي بما كتبته من شعر أو مسرح أو رواية سوف يكتشف أن العلاقة بين الترجمة والتأليف أوضح من أن تحتاج إلى الإسهاب.
محمد عناني
القاهرة، 2021م
تصدير
هذه هي المسرحية السادسة التي تخرجها هيئة الكتاب في سلسلة ترجمات شيكسبير، بعد «تاجر البندقية» (1988م)، و«يوليوس قيصر» (1991م)، و«حلم ليلة صيف» (1992م)، و«روميو وجوليت» (1993م)، و«الملك لير» (1996م)، وهي تخرج بالعربية كاملة لأول مرة. ولما كانت العادة قد جرت على تصنيفها ضمن المسرحيات التاريخية، وثار الخلاف حول نسبتها إلى شيكسبير وقيمتها الفنية، كان لا بد من كتابة مقدمة وافية تتناول هذه القضايا الخلافية، إلى جانب نبذة تاريخية موجزة عن العصر الذي تصوره وقضايا الإصلاح الديني في إنجلترا، مما استغرق المساحة المخصصة للمقدمة وزاد عليها، فلم أتناول أي قضية تتعلق بالترجمة أو المذهب الذي ارتضيته فيها، اكتفاء بكتابي «فن الترجمة الأدبية» الصادر عن الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان عام 1997م. وأرجو أن تكون المقدمة على طولها ذات نفع لقارئ المسرحية ودارس الدراما الشيكسبيرية والمسرح العالمي بصفة عامة.
محمد عناني
القاهرة، 1996م
الكاردينال وولزي في لوحة رسمها له رسام معاصر (من كتاب حياة وولزي للأستاذ بولارد).
المقدمة
ظهرت أول طبعة من هذه المسرحية، في آخر القسم الذي يتضمن المسرحيات التاريخية من طبعة «الفوليو» الأولى لمسرحيات شيكسبير عام 1623م. ومعنى «الفوليو» هو «القطع الكبير» عندنا؛ أي حجم الصفحة الذي يبلغ ضعف حجم هذا الكتاب الحالي بالعربية، ويدل أصلها على الطي مرة واحدة للصحيفة الكبيرة المعتادة في طبعات الصحف اليومية محليا وعالميا. ونص المسرحية المطبوع في هذه الطبعة يختلف إذن عن نصوص كثير من المسرحيات الأخرى في أنه لم يطبع في حياة الشاعر (فيما يسمى بطبعات «الكوارتو»؛ أي ربع حجم الصحيفة أو ما يوازي «القطع المتوسط» لدينا) وإن كان قد طبع بعد ذلك بتعديلات كثيرة، أدخلها كبار المحققين والناشرين. أما النص المطبوع عام 1623م، فهو بالغ الوضوح، ويتضمن تقسيم المسرحية إلى فصول ومشاهد (بخلاف النصوص الأخرى)، إلى جانب إرشادات مسرحية وافية، والظاهر أنها كانت ضرورية بسبب مشاهد «الفرجة» الكثيرة التي تتسم بالجاذبية، و«الثراء البصري» وهو يعتبر عنصرا مهما من عناصر هذا العرض الخاص. ويقول فوكس
صفحة غير معروفة