Abdera
أن يخرجوا عن طورهم عندما شاهدوا روايته «أندروميدا
Andromeda »
5
فكانوا يسيرون في الطرقات يتغنون بأشعاره، ولا سيما الأغاني ذات النغمة الفردية في أندروميدا، ويلقون فقرات من خطبة بيرسيوس
، واحدا وراء الآخر، حتى امتلأت المدينة بالشعراء المأسويين (التراجيديين) في فترة أسبوع واحد، كلهم ممتقعو الوجوه نحيلو الأجسام، يصيحون بأعلى أصواتهم: «محبوب أنت، أيها الملك، أكثر من جميع الآلهة والبشر»، وهكذا.
بيد أن حالة التوتر في أثينا طغت على كل ذلك التقريظ. فقد كانت الحرب الطويلة الأمد تستنزف دم الحياة من المدينة، ويبدو أن يوريبيديس كان يظهر شخصيته خلال كل تلك الظلال الدكناء، إنه منطو على نفسه، وحيد في مغارته، يمقت تجار الحرب ورؤساء الحكومات؛ ولا يزال يكتب مسرحياته التي توخز سامعيه، وتجبرهم في نفس الوقت على الاستماع.
ولكن بلغ السيل الزبى، وغدا تهكم الكوميديين والرعاع عليه أكثر مما يطيق، فاضطر أخيرا إلى الرحيل عن مسقط رأسه إلى بلاط أحد ملوك البرابرة.
بعد أن أنتج ذلك الرجل العجوز روايته «أوريستيس» في عام 408ق.م. غادر أثينا إلى ما شاء الله، كان في الثانية والسبعين من عمره، ولا بد أنه كان يدرك عندما هجرها، أنه لن يرى بعد ذلك مدينته التي حارب من أجلها وأحبها.
رحب بمقدمه أرخيلاوس
صفحة غير معروفة