قال بيرت بصوت عال متذمر: «كنت مستلقيا هناك أيها الضابط، فجاءت هي وجلست علي، ماذا عساي أن أفعل؟»
قالت ناعومي بسعادة: «لا تكن بذيئا.» «ما البذاءة في هذا؟ ماذا قلت؟ هل تريدين أن تدلكي ظهري، يا حبيبتي؟ دلكي ظهري يا ناعومي.» «لا أهتم بظهرك الأحمق، اذهب وابتع مرهما.»
قال وهو يتشمم شعر ناعومي: «هل تدلكيني به؟ هه! تدلكيني به جيدا؟»
صارت الأضواء الملونة زائغة وكانت تتحرك لأعلى وأسفل كالأشرطة المطاطية الممتدة. وتضخمت وجوه الناس قليلا بشكل بذيء عبر الوجنات، وبدت لي كما لو أني أنظر إلى الوجوه منعكسة على سطح منحن لامع. كما أن الرءوس بدت كبيرة لا تتناسب مع الأبدان، وتخيلتها - رغم أنني لم أرها في الواقع - منفصلة عن الأجساد تطفو بسلاسة على صوان غير مرئية. كانت تلك هي قمة السكر التي قد أصل إليها فيما يتعلق بالتأثير على المستقبلات الإدراكية. وبينما كنت أمر بهذه الحالة ذهب كلايف ليشتري نقانق مغلفة في مناديل ورقية وصندوق جعة الزنجبيل، وتركنا كلنا قاعة الرقص وجلست في مقعد السيارة الخلفي مع كلايف. أحاطني بذراعه وأخذ يدغدغ خصري المصفح بعنف. انطلقنا بالسيارة على الطريق السريع بما بدت لي سرعة هائلة وكان بيرت وكلايف يغنيان بأصوات عالية بإيقاع مصطنع: «لا أبالي إن لم تشرق الشمس، فستأتيني حبيبتي في وقت المساء.» كانت النوافذ مفتوحة والريح والنجوم تعدو مسرعة بجوارنا. كنت سعيدة؛ فلم أعد مسئولة عن أي شيء؛ «إنني ثملة.» هكذا فكرت. دخلنا جوبيلي فرأيت البنايات تمتد على طول الشارع الرئيسي، وبدت كما لو أنها تحمل رسالة لي تتعلق بطبيعة العالم المؤقتة واللعوب، والمستبعدة بصورة بهيجة. كنت قد نسيت أمر كلايف، لكنه مال بوجهه وألصقه بوجهي ودس لسانه الضخم المبتل البارد المجعد كخرقة تنظيف صحون داخل فمي.
كنا قد توقفنا خلف فندق برونزويك.
قال بيرت: «هنا أعيش، هذا هو بيتي السعيد.»
قالت ناعومي: «لا يمكننا أن ندخل، لن يسمحوا لك بأن تصطحب فتيات إلى غرفتك.» «انتظري، وسترين.»
دخلنا من باب خلفي وصعدنا بعض السلالم، ثم مشينا في ممر تتلألأ في نهايته حاوية كبيرة على شكل فقاعة مليئة بسائل أحمر اللون، بدا لي جميلا للغاية في الحالة التي كنت عليها. دخلنا إلى غرفة نوم وجلسنا يغمرنا ضوء ساخن مفاجئ كل منا بعيد عن الآخر. جلس بيرت على السرير ثم استلقى، أما ناعومي فقد جلست على المقعد وجلست أنا على مسند ممزق، وتنورتانا ممتدتان بشكل مناسب. جلس كلايف على المدفأة الباردة لكنه نهض فجأة ليسدل ستارة على الشباك، ثم صب لنا المزيد من الويسكي مازجا إياه بجعة الزنجبيل التي اشتراها، وأكلنا النقانق. كنت أعلم أننا اقترفنا خطأ بإيقاف السيارة والدخول إلى هنا. أخذ إحساسي بالسعادة يذوي برغم أني أخذت أشرب المزيد على أمل أن يعود ثانية، لكني لم أشعر سوى أنني منتفخة وجسدي ثقيل خاصة أصابع يدي وقدمي.
قال كلايف بحدة موجها حديثه إلي: «هل تؤمنين بحق المرأة في المساواة؟» «نعم.» قلتها وأنا أحاول أن أستجمع شتات نفسي وقد شجعني السؤال وأشعرني بأنه يتعين علي أن أجيب على أمل الدخول في مناقشة. «هل تناصرين أيضا توقيع عقوبة الإعدام على النساء؟» «لا أناصر عقوبة ... الإعدام على الإطلاق. لكن إن كانت ستطبق فيجب أن تطبق على النساء كذلك.»
قال كلايف بسرعة الرصاص: «تعتقدين أن النساء يجب أن يشنقن كالرجال؟»
صفحة غير معروفة