قلت: «من؟» قال: «هي!»
قلت: «ولكن النوافذ مغلقة جميعا ولا بصيص من نور، فأين تكون؟»
قال: «لعلها الآن في السيما، إذا كان الصباح فاغد علي مبكرا لنزورها معا، إن بي حنينا إلى الماضي ... ليتني ... ولكن أترى من الائق أن أزورها بعد كل ما كان؟»
قلت: «وما يمنع؟ أحسبها ستسر كثيرا بلقياك ...!»
قال: «إذن في الصباح، وستكون معي، ولكن احذر، احذر أن تغلبك على قلبك ... أو أن تسمح لخيالك أن يسبح وراء عينيك ... إنها فاتنة!»
قلت: «لا؛ إنها عجوز، فما حاجتي بها ...؟» وضحكت مازحا.
فزوى ما بين عينيه وهو يقول: «وي! عجوز! إنها أوفر شبابا منك!»
قلت: «قد يكون ذلك لو أن السن قد وقفت بها منذ اثنتي عشرة سنة ...!»
قال: «صدقت ...! اثتني عشرة سنة ...!»
وسكت وسكت حتى أوصلته إلى دار أخيه على شاطئ النيل عند فم الخليج، فلما كان الصباح غدوت عليه فأذكرته موعده! فابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول: «يا بني، إنها ليست هناك، إن «تلك» قد ذهبت منذ اثنتي عشرة سنة، أما «هذه» فأظنني لا أعرفها ... إنني أحذر على الماضي الجميل أن تتغير صورته في نفسي ... بحسبي أنها في نفسي ...!»
صفحة غير معروفة