خطا مستقيما يخرج من مركز العالم فلنتوهم إلى مركز القمر ويخرج على استقامة فهو ينتهي إلى محيط الفلك المائل لأن مركز القمر أبدا في سطح الفلك المائل ونتوهم أيضا دائرة عظيمة تخرج من قطبي فلك البروج وتمر بالنقطة التى على محيط الفلك المائل التي ينتهي إليها الخط المستقيم. وهذه الدائرة تقطع محيط دائرة البروج أيضا فتحصل بين دائرة البروج وبين الفلك المائل قوس من هذه الدائرة فهذه القوس تسمي عرض القمر والنقطة التي عليها تقاطعت هذه الدائرة ودائرة البروج هي موضع القمر من دائرة البروج.
فإذا تحرك القمر بالحركات التي تقدمت فانتقل بما يجتمع له من تلك الحركات على توالي البروج فانتقل الخط المستقيم الذي توهمناه مارا بمركزه بتلك الحركات أيضا. وانتقلت الدائرة أيضا التي تمر بقطبي دائرة البروج على توالي البروج فتتحرك نقطتها على محيط دائرة البروج فتكون من ذلك الحركة التى ترى للقمر في الطول بالاضافة إلى دائرة البروج. وانتقال الخط المستقيم المار بمركز القمر بالاضافة إلى محيط الفلك المائل هو الحركة التى ترى للقمر في العرض وبهذه الحركة تتغير القوس التي بين الدائرتين التى هي العرض فتارة تزيد وتارة أخرى تنقص فلذلك يختلف عرض القمر.
وإذا انتهت نقطة التقاطع لدائرة البروج وللدائرة المارة بقطبيها المتحركة على محيط دائرة البروج التي هي موضع القمر في الطول إلى النقطة المسامتة لمركز الشمس فهي الحال التي تسمي الاجتماع وإذا انتهت إلى النقطة المقابلة لمركز الشمس فهي الحال التي تسمى الاستقبال.
وإذا انتهت الخط المستقيم المار بمركز القمر المتحرك في سطح الفلك المائل إلى نقطة التقاطع بين الفلك المائل وبين دائرة البروج وهي التي تسمي الجوزهر واتفق أن يكون مركز الشمس مسامتا لتلك النقطة فيصير مركز الشمس ومركز القمر على ذلك الخط المستقيم فعند هذه الحالة يكون كسوف الشمس. وذلك أن الشعاع الذي يخرج من أبصارنا إلى جرم القمر يكون على ذلك الخط المستقيم أو قريب منه فيمنعه جرم القمر أن يمتد على استقامة حتى ينتهي الى جرم الشمس فيصير جرم القمر حاجزا بين أبصارنا وبين جرم الشمس فيستر عنا ضوء الشمس.
صفحة ٤٣