50

الهوامل والشوامل

محقق

سيد كسروي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

مكان النشر

بيروت / لبنان

فَأَما الْجَهْل: فاسم لعدم هَذِه الصُّور والمعلومات وَنحن فِي اقتناء هَذِه الصُّور محتاجون إِلَى تكلّف وَاحْتِمَال مشقة وتعب إِلَى أَن تحصل لنا. فَأَما عدمهَا فَلَيْسَ مِمَّا يتَكَلَّف ويتجشم بل النَّفس عادمة لذَلِك. وَمثل ذَلِك من المحسوس صُورَة لوح لَا كِتَابَة فِيهِ وَإِثْبَات الْكِتَابَة وصور الْحُرُوف يكون بتكلف فَأَما تَركه بِحَالهِ فَلَا كلفه فِيهِ إِلَّا على مَذْهَب من يرى صور الْأَشْيَاء مَوْجُودَة للنَّفس بِالذَّاتِ وَإِنَّمَا عرض لَهَا النسْيَان وان الْعلم تذكر وَإِزَالَة لآفة النسْيَان عَن النَّفس. وَلَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لَكَانَ جَوَاب الْمَسْأَلَة بِحَسب هَذَا الْمَذْهَب بَينا فِي أَن التَّعَب بِإِزَالَة آفَة وَاجِب وَتَركه مأووفًا لَا تَعب فِيهِ. وَلَكِن هَذَا الْمَذْهَب غير مَرْغُوب فِيهِ والشغل بِهِ فِي هَذَا الْموضع فضل،

1 / 81