224

الهوامل والشوامل

محقق

سيد كسروي

الناشر

دار الكتب العلمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

مكان النشر

بيروت / لبنان

أرانا موضِعين لحتم غيب ونسحر بِالطَّعَامِ وبالشراب فَمَا هَذَا الإيضاع منا وَمَا هَذَا الحتم من الْغَيْب لقد أَشَارَ إِلَى معنى الطيف وَدلّ من نَفسه على ذكاء تَامّ وقريحة عَجِيبَة أَلا ترَاهُ يَقُول: ونسحر بِالطَّعَامِ وبالشراب أَي المُرَاد منا وَالْمَقْصُود بِنَا غَيرهمَا وَإِنَّمَا نسحر بِهَذَيْنِ. فقد تبين أَن الْإِنْسَان - إِذا لم تكن غَايَته هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تسميها الْعَامَّة أرزاقًا وَلم يخلق لَهَا وَلَا هِيَ مَقْصُود بِالذَّاتِ - فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يلتمسها وَأَن يتعجب مِمَّن اتّفقت لَهُ وَإِن كَانَ يتشوقها ويحبها فَلَيْسَ ذَلِك من حَيْثُ هُوَ إِنْسَان عَاقل بل هُوَ من حَيْثُ هُوَ حَيَوَان بهيمي. وَقد أزيحت علته فِي الْأُمُور الضرورية الَّتِي يتم بهَا عيشة وَيصِح مِنْهَا سلوكه إِلَى غَايَته. وَلم يظلم أحد فِي هَذَا فَتَأَمّله تَجدهُ بَينا إِن شَاءَ الله.
مَسْأَلَة مَا الِاتِّفَاق؟ وَمَا يتلوه من الْكَلَام؟
هَذِه الْمَسْأَلَة مكررة وَقد مضى الْجَواب عَنْهَا مستقصى على شريطة الإيجاز. وَبعدهَا مَسْأَلَة التَّوْفِيق وَقد مرت أَيْضا فَليرْجع إِلَى الْأَجْوِبَة الْمُتَقَدّمَة عَنْهُمَا.

1 / 255