132

الهوامل والشوامل

محقق

سيد كسروي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

مكان النشر

بيروت / لبنان

الْمُسْتَقْبل: إِمَّا رُؤْيَة جلية وَإِمَّا رُؤْيَة خَفِيفَة كالرسم. واشتقاق هَذِه الْأَلْفَاظ يذلك - أَيهَا الشَّيْخ اللّغَوِيّ أيدك الله - أَن الْمَعْنى فِيهَا وَاحِد لِأَن الرُّؤْيَة والروية والرؤيا - وَإِن اخْتلفت بالحركات - فَهِيَ متفقة بالحروف وَكَذَلِكَ إِذا قلت: رأى فلَان وارتأى وروى فَهَذِهِ صُورَة الْأَسْمَاء المشتقة وَأَنت تعرف أَحْكَامهَا لدربتك بهَا. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي أبْصر واستبصر وَفِي الْبَصَر والبصيرة. فَأَما لَفْظَة النّظر فَإِنَّهَا اسْتعْملت بِعَينهَا فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان فَقيل لما كَانَ بالحس: نظر وَلما كَانَ بِالْعقلِ: نظر من غير تَغْيِير لحركة وَلَا تَبْدِيل لحرف. فقد تبين مَا الرُّؤْيَا وَمَا الَّذِي يرى وَمَا الَّذِي يرى: أما الرُّؤْيَا مُلَاحظَة النَّفس صور الْأَشْيَاء مُجَرّدَة من موادها عِنْد النّوم. وَأما الَّذِي يرى فَالنَّفْس بالآلة الَّتِي وصفناها. وَأما الَّذِي يرى فالصورة الْمُجَرَّدَة. وَقد مر فِي الْمَسْأَلَة الْمُتَقَدّمَة كَيفَ يكون بعض الْمَنَام صَادِقا وَبَعضه كَاذِبًا وَبَعضه إنذارًا وَبَعضه أحلامًا وَبَعضه أضغاثًا وَلَكِن بغاية الإيجاز لأَنا لَو شرحنا هَذِه الْمَوَاضِع لاحتجنا إِلَى تصنيف عدَّة كتب نقرر فِيهَا الْأُصُول ونلخص بعْدهَا الْحُرُوف وَلَكِن الشَّرْط سبق بِغَيْر هَذَا وَسُرْعَة فهمك أمتع الله بك - وقبولك لما يشار بِهِ - يَقْتَضِي مَا رَأَيْنَاهُ ووأيناه.

1 / 163