251

Hawadith Zaman

تصانيف

============================================================

القمح بخمسة وعشرين درهما ارتفع سعره إلى مائة وعشرين درهما في هذه السنة.

وأما السنة المقبلة فإلى مائة وخمسين ومائة وستين . وكثر الموت والفنا، فأحصي بالقاهرة من مات، وأثبت اسمه في ديوان المواريث في شهر ذي الحجة، فبلغوا سبعة عشر ألفا وخمسمائة. هذا سوى من لم يصل علمه ولم يكتب اسمه في أوراق الديوان من الغرباء والفقراء، ومن لم يدفن، وذلك بالقاهرة خاصة دون مصر، رحمهم الله تعالى.

والسبب في ذلك أن أهل برقة حصل عندهم غلا عظيم وجراد كثير، بحيث بلغني أن جماعة منهم لما قدموا إلى مصر رأوا لحم أكتافهم قد أكل وقيح فيه الدم والنتنة، فسألوهم عن ذلك، فقالوا: إن الجراد الذي جاءنا لم يكن له ما يرعا(1) .

فكان يقع علينا ويأكل لحومنا. وكانوا قد قدموا من برقة فوق خمسين ألفاا فصادفوا أهل الديارالمصرية قد سرقت بلادهم. ووقع عندهم الغلاء والفناء،ا فهلكوا وأهلكوا جماعة كبيرة من أهل مصر وهجوا في البلاد.

/309/ وحكى لي الحاج بدر الدين التاجر الحمصي السفار، والحاج أبو بكر البالسي، رحمهما الله، عن والي قطية قال : أحصينا الذين عبروا علينا من شوال هذه السنة وإلى سلخ ربيع الآخر من سنة خمس وتسعين وستمائة ممن يطلبوا ويشحذوا(2) اثنين وثمانون(2) ألفا، خارجا عمن عبر وهو مستور الحال. وأكثرهم عملوا لهم فلاحة في بلاد الساحل، وتعدا(4) علينا جماعة كثيرة قاصدين بلاد الشمال، وتعمرت بلاد الشمال بسبب من نزح إليها من أهل الديار المصرية(5) .

[الحج هذا العام] وحج بالناس في هذه السنة من دمشق الأمير بهاء الدين قرا رسلان المنصوري. ومن الديار المصرية الأمير سيف الدين قبجق المنصوري، والملك المجاهد سيف الدين أنس بن المالك العادل زين الدين كتبغا ووالدته، وأكثر ذور السلطان يومئذ. وحج بسببهم خلق كثير من نساء الأمراء، وحصل بهم رفق كثير (1) الصواب: "ما يرعى" أو "ما يرعاه" . (2) الصواب: "ممن يطلبون ويشحذون" .

(3) الصواب: "وثمانين".

(4) الصواب: "وتعدى" .

(5) خبر الغلاء في: نهاية الأرب 293/31، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 22ب، ونزهة المالك، ورقة ، 116، وتاريخ سلاطين المماليك 36، والبداية والنهاية 340/13، والمختار من تاريخ ابن الجزري 370، وتاريخ الإسلام (حوادث 694 ه) ، وتاريخ ابن الوردي 344/2، وعيون التواريخ 180/23، والسلوك ج1 ق809/3، وإغائة الأمة بكشف الغمة 21- 32، وزبدة الفكرة 9/.

183ب، والتحفة، الملوكية 144، 145، ودول الإسلام 196/2، وتاريخ ابن سباط 505/1.

صفحة ٢٥٠