============================================================
الأخر من المحرم، رياح عظيمة، وبرد، ومطر، وهلك الناس، وتطايرت العمائم، ل وحملت الريح بعض الجمال الواقفة، واشتغل كل أمرىء بنفسه، وهلكت الأمتعة والثياب، وحصل لهم مشقة عظيمة(1) .
المطر في الشام ومصرا وحصل/174/ أيضا في دمشق مطر وثلج وبرد عظيم، وكذلك في سائر بلاد الشام، بحيث ابيع بدمشق رطل الفحم بدرهم، واللحم بأربعة دراهم، وهلك جماعة كثيرة بالغور، ووجد جماعة بالشريعة عند الجسر قد هلكوا، وكذلك من البقر والغنم والجواميس شيئا كثيرا(2)، وأخبروا(3) جماعة كبيرة قدموا من مصر إلى دمشق أن وقع ايضا بديار مصر أمطار كثيرة على خلاف العادة، وخربت أماكن كثيرة لأن أسطحتهم يس(4) هي مطينة، ولا هم مستعدين(5) للأمطار مثل بلاد الشام(6) .
(المطر والثلوج في بعلبك] و فيها في شهر رجب وصل كتاب من نائب بعلبك يخبر فيه أن(17) وقع بمدينة بعلبك أمطار وثلوج، وأن المطر كان كأنه مجبول بطين كثير إلى غاية، وحتى أن الماء وصل إلى باب مدينة بعلبك المسمى باب دمشق، وعلا حتى وصل إلى شراريف الصور، ثم إنه انحدر بعد ذلك وأخذ في طريقه كروم(8) كثيرة جدا، اقتلعها بشروشها، وساق معه صخر(9) وحجارة، وطم أكثر الطرقات، وأنهم أحصوا جملة ما خرب وأتلف من بلاد بعلبك، فكان قيمته فوق مائة وخمسين ألف دينار(10).
[الخلاف حول وقف الدباغة] وفيها في يوم الثلاثاء تاسع عشرين المحرم حكم قاضي القضاة حسام الدين الحسن الرازي الحنفي بدار العدل للأعناكيين (11) بأن الدباغة وقف على ولدي الإمامين علي بن أبي طالب، وجعفر عليهما السلام، ولم يوافق قاضي القضاة (1) انفرد المؤلف بهذا الخبر، ونقله مختصرا ابن كثير في : البداية والنهاية 333/13.
(3) الصواب: "وأخبر" .
(2) الصواب: "شيء كثير".
(5) الصواب: "مستعدون" .
(4) الصواب: "ليست" .
(6) الخبر باقتضاب شديد في : عيون التواريخ 131/23، والبداية والنهاية 333/13.
(7) الصواب: "أنه".
(8) الصواب: "كروما".
(9) الصواب: "صخرا" .
(10) نهاية الأرب 252/31، 253، وعيون التواريخ 131/23.
(11) في عيون التواريخ : "للأغناكيين" .
صفحة ١٤٥