في فيه، وجعلوا يدسون في فمه، فضحك أبو عبد الله وجعل يعجب.
قلت لأبي عبد الله: إن رجلا ترك البيع والشراء، وجعل على نفسه أن لا يقع في يده ذهب ولا فضة، وترك دوره ولم يأمر فيها بشيء، وكان يمر في الطريق، فإذا رأى شيئًا مطروحًا أخذه مما قد ألقي. قال المروذي فقلت أنا للرجل: أيش حجتك في ذا؟ (ما أرى لك) (^١) عليه حجة غير أبي معاوية الأسود، قال الرجل: بلى، أويس القرني، كان يمر بالمزابل فيلقط الرقاع، فصدقه وقال: قد شدد على نفسه، ثم قال: قد جاءني نفسان يسألوني عن مثل ذا (^٢)، فقال يمر في الطريق فيجد الشيء مثل البقل ونحوه، فقلت لهم: لو تعرضتم لعمل تشهرون أنفسكم، قالوا: (^٣) أيش نبالي من الشهرة؟
١٢٣ - أخبرني محمد بن أحمد بن منصور، قال سأل المازني بشر بن الحارث عن التوكل، فقال: «المتوكل لا يتوكل على الله ليكفى (^٤)، لو حلت هذه الفضة في قلوب المتوكلة (^٥) لضجوا إلى الله بالندم والتوبة، ولكن المتوكل تحل بقلبه الكفاية من الله ﷿، فيصدق الله ﷿ فيما ضمن».
١٢٤ - أخبرني الحسن بن عبد الوهاب، أن إسماعيل، حدثهم، ثنا
_________
(^١) في نسخة برلين والأوقاف وجامعة الملك سعود: ما دليلك عليه حجة.
(^٢) في نسخة برلين: ذلك.
(^٣) هنا انتهت نسخة (ظ).
(^٤) في نسخة برلين: يعكف.
(^٥) في نسخة برلين: المتوكلين.
1 / 56