وفي هذا الباب قول النبي ﷺ:
«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»
٨٠ - أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبد الله يقول: فليتق الله العبد ولا يطعمهم إلا طيبا، يعني العيال. قلت لأبي عبد الله: إن رجلا قال: لا أكسب حتى تصح لي النية وله عيال، قال: «إذا كان فيجب عليه أن يعفهم فمن النية صيانتهم» (^١).
٨١ - أخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق بن إبراهيم بن هانئ حدثهم قال سمعت أبا عبد الله وسئل عن حديث النبي ﷺ: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» (^٢). قال: «الرجل تكون له قرابة فيسافر ويتركهم، فإذا تركهم وحدهم أليس يضيعون وليس لهم أحد إلا هو؟» قلت: نعم، قال: «هذا معناه» (^٣).
٨٢ - أخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق حدثهم قال: سئل أبو عبد الله عن رجل خلف عيالا وصبية، ويخشى أن يضيعوا، وقد
_________
(^١) وفي صحيح مسلم (٩٩٤): عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله. قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرا، من رجل ينفق على عيال صغار، يعفهم أو ينفعهم الله به، ويغنيهم. وفي شعب الإيمان (٢/ ٤٣٨): قال محمد بن واسع، لمالك بن دينار: مالك لا تقارع الأبطال؟ قال: وما مقارعة الأبطال؟ قال: الكسب من الحلال والإنفاق على العيال.
(^٢) رواه مسلم (٩٩٦) بلفظ: «كفى بالمرء إثما أن يحبس، عمن يملك قوته». وهو بلفظ المصنف عند أحمد (١١/ ٣٦)، وأبي داود (١٦٩٢).
(^٣) في كتاب العيال لابن أبي الدنيا (٢/ ٥٦٠): عن أيوب السختياني أنه كان يقول لأصحابه كثيرًا: تعاهدوا أولادكم وأهليكم بالبر والمعروف ولا تدعوهم تطمع أبصارهم إلى أيدي الناس.
1 / 38