الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يدعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك
محقق
د. فواز محمد العوضي
الناشر
بدون ناشر (على نفقة المحقق)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
وفي هذا الباب قول النبي ﷺ:
«كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»
٨٠ - أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبد الله يقول: فليتق الله العبد ولا يطعمهم إلا طيبا، يعني العيال. قلت لأبي عبد الله: إن رجلا قال: لا أكسب حتى تصح لي النية وله عيال، قال: «إذا كان فيجب عليه أن يعفهم فمن النية صيانتهم» (^١).
٨١ - أخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق بن إبراهيم بن هانئ حدثهم قال سمعت أبا عبد الله وسئل عن حديث النبي ﷺ: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» (^٢). قال: «الرجل تكون له قرابة فيسافر ويتركهم، فإذا تركهم وحدهم أليس يضيعون وليس لهم أحد إلا هو؟» قلت: نعم، قال: «هذا معناه» (^٣).
٨٢ - أخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق حدثهم قال: سئل أبو عبد الله عن رجل خلف عيالا وصبية، ويخشى أن يضيعوا، وقد
_________
(^١) وفي صحيح مسلم (٩٩٤): عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله. قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرا، من رجل ينفق على عيال صغار، يعفهم أو ينفعهم الله به، ويغنيهم. وفي شعب الإيمان (٢/ ٤٣٨): قال محمد بن واسع، لمالك بن دينار: مالك لا تقارع الأبطال؟ قال: وما مقارعة الأبطال؟ قال: الكسب من الحلال والإنفاق على العيال.
(^٢) رواه مسلم (٩٩٦) بلفظ: «كفى بالمرء إثما أن يحبس، عمن يملك قوته». وهو بلفظ المصنف عند أحمد (١١/ ٣٦)، وأبي داود (١٦٩٢).
(^٣) في كتاب العيال لابن أبي الدنيا (٢/ ٥٦٠): عن أيوب السختياني أنه كان يقول لأصحابه كثيرًا: تعاهدوا أولادكم وأهليكم بالبر والمعروف ولا تدعوهم تطمع أبصارهم إلى أيدي الناس.
1 / 38