الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يدعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك

أبو بكر الخلال ت. 311 هجري
16

الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يدعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك

محقق

د. فواز محمد العوضي

الناشر

بدون ناشر (على نفقة المحقق)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

فيه (^١) أن إذا أردتُ أن أصلِّي لم أجد أحدًا أُصلي معه، قال لي: «فإذا حضَرت الصلاةُ فأذِّن وأقِم، فإن جاءك أحدٌ وإلاَّ فصلِّ». قال عبد الملك: فاستحسن أبو عبد الله ﵀ هذا الموضع واشتهاه لي، ورأيتُ السرور فيه بيِّنا لما وصفتُ له من ذلك ومن عُزلته. قلتُ: فإنَّ المدينةَ مني على رأس ميل يمكنني الدخول إلى الجمعةِ والصلوات في سائر الأيام في الدّير، فقال لي: «في هذا الموضع إذا لم يكن لك من يصلي معك؛ فما تصنع؟ فأذِّن وأقِم وصلِّ وحدَك» قال عبد الملك: وكنتُ أَرَى أبا عبد الله يقومُ ويَعملُ بِيَدِهِ الشيء (^٢)، ويُصلِحُهُ ويَتَعَاهَدُ مَنازِلَهُ قال: ودخلتُ على أبي عبد الله ﵀ مرارًا بيتًا، فرأيتُه ضَرَبَ بيده إلى أرضه، فَسوى (^٣) تُرَابَهُ بيده. ١١ - أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعتُ أحمدَ بن عبد الرحمن البزوري (^٤) يقول: قال لي أبو عبد الله رحمه الله تعالى سنةَ (^٥) تسع عَشْرَةَ، حين قَدِمَ المعتصمُ، أتيتُهُ وهو يعملُ بيده شيئًا يرمه بِطِين أي (^٦) هذا ويشير إلى السكان (^٧)، كأنه يعني يرمه للكري. ١٢ - أخبرني زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل ﵁ قال:

(^١) المثبت من (ظ) وفي الأصل: منه. (^٢) في نسخة برلين: العشاء. وفي نسخة الأوقاف وجامعة الملك سعود: العشي. (^٣) في النسخة برلين: فشرى. والمثبت من باقي النسخ. (^٤) في جميع النسخ والمطبوعتين: الزهري. والتصحيح من تاريخ بغداد (٥/ ٤٠٦) وطبقات الحنابلة (١/ ١٢١). (^٥) المثبت من (ظ)، وفي باقي النسخ: سبع. (^٦) في نسخة برلين: من. (^٧) في نسخة برلين: إسكان.

1 / 16