وقال ابن جرو الموصلي : ينبغي أن يؤخر الإنسان درسه للأخبار والأشعار لوقت ملله . وكان أبو سهل الصعلوكي إذا دخل الحمام سمعت له همهمة من الدرس والقراءة ، ويقول : كان يقال العلم ما دخل معك الحمام . يحث على الحفظ .
وقال بعض الفلاسفة : العلم ما إذا غرقت سفينتك يسبح معك . يقول العلم هو محفوظ .
قلنا :
والحفظ لا يكون إلا مع شدة العناية وكثرة الدرس وطول المذاكرة ، والمذاكرة حياة العلم ، وإذا لم يكن درس لم يكن حفظ ، وإذا لم يكن مذاكرة قلت منفعة الدرس ، ومن عول على الكتاب وأخل بالدرس والمذاكرة ضاعت ثمرة سعيه واجتهاده في طلب العلم .
وقد أحسن القائل : + من الطويل +
( زوامل للأشعار لا علم عندهم
بجيدها إلا كعلم الأباعر )
( لعمرك ما يدري البعير إذا غدا
بأجماله أو راح ما في الغرائر )
صفحة ٦٧