حاشية ثلاثة الأصول

عبد الرحمن بن قاسم ت. 1392 هجري
65

حاشية ثلاثة الأصول

الناشر

دار الزاحم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م

تصانيف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جمع تعالى بين هاتين العبادتين اللتين هما أفضل العبادات وأفضل القربات لله تعالى في هذه الآية، كما جمع بينهما في الآية الثانية، وهي قوله ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: ٢] أي: أخلص لربك الصلاة ونحر البدن ونحوها على اسمه وحده. فالصلاة أفضل العبادات البدنية، والذبح أفضل العبادات المالية، وإنما كان الذبح أفضلها، لأنه يجتمع فيه أمران: الأول: أنه طاعة لله، والثاني: أنه بذل ماله وطابت به نفسه، والبذل مشترك في جنس المال، لكن زاد الذبح على غيره، من حيث أن الحيوانات محبوبة لأربابها، يوجد لذبحها ألم في النفوس من شدة محبتها، فإذا بذله لله وسمحت نفسه بإيذاق الحيوان الموت صار أفضل من مطلق العبادات المالية، وكذلك ما يجمع له عند النحر إذا قارنه الإيمان والإخلاص من قوة اليقين وحسن الظن بالله أمر عجيب فصرفه لغير الله شرك أكبر.

1 / 70