حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
بِالْحَقِّ١ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ٢﴾
_________
الآخرة الباقية بالدنيا الفانية، وفيه الحض على العلم، فإن العامل بغير علم ليس من عمله على طائل، وفيه العمل وهو ثمرة العلم.
١ أوصى بعضهم بعضًا بالإيمان بالله وتوحيده، وبالكتاب والسنة والعمل بما فيهما، ومنه الدعوة إليه.
٢ أي: على أداء الفرائض، وإقامة أمر الله وحدوده، ويدخل فيه الحق الواجب والمستحب، وفيه الصبر على الأذى فيه، فإن من قام بالدعوة إلى الله فلا بد أن يحصل له من الأذى بحسب ما قام به. وفي هذه السورة الكريمة التنبيه على أن جنس الإنسان كله في خسار إلا من استثنى الله، وهو من كمل قوته العلمية بالإيمان بالله، وقوته العملية بالطاعات، فهذا كماله في نفسه ثم كمل غيره بوصيته له بذلك وأمره به، وبملاك ذلك وهو الصبر، وهذا غاية الكمال. ومعنى ذلك في القرآن كثير، وقال ابن القيم: جهاد النفس أربع مراتب: أحدها أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى
1 / 20