حاشية الترتيب لأبي ستة

أبو ستة المحشي ت. 1088 هجري
134

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: «قافية رأس أحدكم» قال ابن حجر: أي مؤخر عنقه، وقافية كل شيء مؤخره، ومنه قافية القصيدة، وفي النهاية: القافية القفا، وقيل: مؤخر الرأس، وقيل: وسطه، وظاهر قوله: (أحدكم) التعميم في المخاطبين ومن في معناهم. ويمكن أن يختص منه من تقدم ذكره، يعني به من صلى العشاء في جماعة عند بعضهم، ومن ورد في حقه أنه يحفظ من الشيطان كالأنبياء، ومن تناوله قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}[الحجر:42]، وكمن قرأ آية الكرسي عند نومه، فقد <1/141> ثبت أنه يحفظ من الشيطان حتى يصبح، وفيه بحث سأذكره في آخر شرح هذا الحديث إن شاء الله تعالى.

قوله: «يضرب مكان كل عقدة» قال ابن حجر: أي بيده على العقدة تأكيدا وإحكاما لها، قائلا ذلك، وقيل معنى يضرب: يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ، ومنه قوله تعالى: {فضربنا علىا ءاذانهم}[الكهف:11] أي حجب الحس أن يلج في آذانهم فيتنبهوا، وفي حديث أبي سعيد: "ما أحد ينام إلا ضرب على صماخه بجرير معقود، إلى آخره".

قوله: «عليك ليل طويل» ذكر ابن حجر فيه روايتين الرفع والنصب، ثم قال عياض: رواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء، ومن رفع فعلى الابتداء، أي باق عليك، أو بإضمار فعل أي بقي عليك، وقال القرطبي: الرفع أولى من جهة المعنى، لأنه الأمكن في الغرور من حيث أنه يخبر عن طول الليل ثم يأمره بالرقاد بقوله: ارقد، وإذا نصب على الإغراء لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة طول الرقاد، وحينئذ يكون قوله: (فارقد) ضائعا، ومقصود الشيطان بذلك تسويفه للقيام والإلباس عليه.

صفحة ١٣٥