217

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

تصانيف

حبس دام سنة.

وجدير بالذكر أن الشهداء من علماء الشيعة كثيرون (1)، لكن أحدا منهم لم يلقب قبل شيخنا الشهيد ب«الشهيد»، ولم يشتهر بهذا اللقب، وعليه فإن لقب «الشهيد» بشكله المطلق، وكذلك «الشهيد الأول»، هو لقب عرفت به شخصيتنا التي نخوض غمار حياتها الحافلة.

وقد تداخلتم ظروف عدة على شهادة الشهيد: فمن جهة كان ارتباط الشهيد ب«سربداران» ورئيسهم علي بن مؤيد، ونشره للعقيدة الشيعية في جبل عامل والشام- من جهة أخرى- وسعيه لإقامة مركز ثقل وقوة للشيعة في الشام كان له كبير الأثر في شهادته، لكن الأعداء والمخالفين افتروا عليه التهم واختلقوا الأكاذيب الكبيرة التي لا أساس لها من الصحة بالمرة، فتسببوا في سجن الشهيد ومحاكمته ومن ثم استشهاده.

إن الخوض في الأسباب والعوامل التي أدت إلى شهادة الشهيد تحتاج إلى بحث مفصل، وبما أن بعض الكتب الصادرة مؤخرا التفت إلى هذا الجانب وخاضت فيه (2)، آثرنا نحن عدم الخوض طويلا في هذا المبحث، بل سنكتفي بذكر أمور راجعة إلى استشهاده من مصادر قديمة تجشمنا عناء كبيرا للوصول إليها:

أ- ما قاله أصحابنا الإمامية

قال العلامة المجلسي (قدس سره):

قد وجد بخط ولد الشيخ الشهيد على إجازة والده الشهيد للشيخ ابن الخازن الحائري التي كانت بخط أبيه الشهيد المجيز المذكور ما هذه صورته:

«استشهد والدي الإمام العلامة كاتب الخط الشريف شمس الدين أبو

صفحة ٢٤٠