حاشية العبادي على المنثور في القواعد للزركشي
محقق
جمال محمود فارع سعيد
الناشر
مكتبة تريم الحديثة والمكتبة التوفيقية
مكان النشر
تريم
تصانيف
وتعلَّمه لكن مؤلفه لم يحرره لكثرة تأليفه وقصر عمره ... وكان الشيخ برهان الدين البقاعي ملك منه نسخة في سنة (٨٦٥هـ) واعتنى بمقابلتها وتحريرها مرتين بمعارضة خمس نسخ في المرة الثانية منها نسخة بخط ابن المؤلف وزيادتها بخط المؤلف نفسه ... ثم إن الشيخ برهان الدين كتب على هوامش النسخة المذكورة فوائد غالبها تنكيت على الكتاب واقتفى أثره في ذلك تلميذه العلامة الشيخ نور الدين أبو الحسين علي المحلي الشافعي - تغمدهما الله برحمته - فألحق على هوامشها فوائد كذلك فصارت هذه النسخة فرعاً معتمداً لكن فاتهما مواضع كثيرة من الكتاب محتاجة إلى التنكيت لم ينبها على ما فيها، ولما أن منَّ الله عليَّ بنسخة من هذا الكتاب ... اجتهدت في تحريرها مدة ثم وقفت على النسخة المذكورة ... فعارضت بغالبها نسختي والتقطت ما عليها من الفوائد وأودعته هوامش نسختي ... وزدت عليها فوائد أخر غالبها تنكيت في محالها ليتم الانتفاع به ... ثم إن الله يَمْنَّ عليَّ في جماد الآخرة سنة خمس وعشرين وتسعمائة بالمسوَّدة التي بخط المؤلف وقد انمحى منها البعض وسقط منها شيء كثير وفيها مخالفة لما في النسخ كما سنبينه في مجاله فعارضت بها نسختي حسب الطاقة ولله الحمد".
***
(١) صـ ١ - ٣ من الرسالة.
ومن خلال دراستي للكتاب وتحقيقه وجدتُ أن المؤلف بذل جهداً كبيراً في تنقية الكتاب وغربلته مما هو دخيل في موضوعه وتحريره؛ مع زيادات وملاحظات واستدراكات على الكتاب - المنثور - ومن أمثلة ذلك قول العلامة العبادي في تعليقاته: "قاعدة: أهملها المصنف الضرر يزال ومنه الرد بالعيب، والشفعة، والحجر، والقصاص، والحدود، والكفارات وضمان المتلف، والقسمة، والتداوي، ونصب الأئمة، والقضاء، ودفع الصائل، وقتال البغاة والمشركين". صـ ٢٢٤ من الرسالة، فهذا يدل على أن العلامة العبادي حاول أن ينقصى الأمور المهمة التي فاتت على الزركشي في المنثور. والله أعلم وقد أشار الندوي في كتابه (القواعد الفقهية)): صـ ٢٣٦ إلى هذا أيضاً.
55