في كتابنا الآيات البينات تأييده ورد خلافه وما اعترضوا به عليه بما لا يمتري فيه العاقل الفاضل بل يتحقق له منه أن زعم أبلغية الأول منشؤه عدم إمعان التأمل وعدم فهم معنى الحمدين على وجهه فراجعه (قوله أبلغ حمد) ينبغي أنه على وجه المبالغة وإلا فإن أراد أبلغ الحمد مطلقا فهو غير مطابق للواقع إذ حمد الأنبياء من حيث الإجمال خصوصا حمد سيدهم - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أبلغ من حمد المصنف لأنهم يقدرون من إجمالات الحمد على ما لا يقدر عليه المصنف، وإن أراد حمدا ما فليس فيه كبيرا مر فتأمل (قوله ورد) أي تفسير الكمال بالتمام (قوله إنما يتصور في الماهيات الحسية) لك منع هذا الحصر ثم إن أراد بحسية الماهيات حسيتها في نفسها فلا شيء منها بحسي؛ لأنها كليات والكليات لا تحس وإن أراد به حسيتها بحسية أفرادها الموجودة هي فيها في الخارج فماهية الحمد كذلك لأن له أفرادا في الخارج فإن كانت أقوالا فهي محسوسة بالسمع أو أفعالا فبالبصر، وأيضا إن أراد بالاعتباري الاصطلاحي فالاصطلاحي لا ينافي المحسوس، وإن أراد به ماله تحقق في نفس الأمر مع قطع النظر عن اعتبار معتبر لكنه ليس له وجود في الخارج أو ما يكون تحققه باعتبارنا ولو قطع النظر عن اعتبارنا لا يكون له تحقق فلا نسلم أن ماهية الحمد كذلك أما على الثاني فظاهر.
وأما على الأول فلتحققها في الخارج بتحقق أفرادها (قوله فلم يتعاورا) هذا قد لا يمنع ما ذكر وقوله فاتجه أنهما فيه كان
صفحة ٢٢