حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
تصانيف
والعين في أعن والثاء في ثروغ الدلو والباء في با اسمك حتى صارت ثمانية عشر. وقد ذكر منها تسعة الستة المذكورة واللام والصاد والعين، ومما يدغم في مثله ولا يدغم في المقارب وهي خمسة عشر الهمزة والهاء والعين والصاد والطاء والميم والياء والخاء والغين والضاد والفاء والظاء والشين والزاي والواو نصفها الأقل، ومما يدغم فيهما وهي الثلاثة عشر الباقية نصفها الأكثر الحاء والقاف والكاف والراء والسين واللام والنون لما في الإدغام من الخفة والفصاحة، ومن الأربعة التي لا تدغم فيما يقاربها ويدغم فيها مقاربها وهي الميم والزاي والسين والفاء نصفها. ولما كانت الحروف الذلقية التي يعتمد عليها بذلق اللسان وهي ستة يجمعها رب منفل، والحلقية التي هي الحاء والخاء والعين والغين المجموع ثمانية عشر حرفا. والمذكور منها في الفواتح نصفها الذي هو تسعة الستة المذكورة التي هي حروف: اهمطين واللام والصاد والعين. قوله: (ومما يدغم في مثله) أي وذكر مما يدغم في مثله كالهمزة في الهمزة مثلا ولا يدغم في المتقارب مخرجا، فإن الهمزة لا تدغم في الهاء ولا في سائر حروف الحلق نصفها الأقل وهو سبعة. لأن مجموع هذا النوع كان خمسة عشر حرفا وليس لها نصف صحيح فاعتبر نصفها الأقل وهو سبعة. وتلك السبعة من الحروف المذكورة أولا من الخمسة عشر وهي: الهمزة والهاء والعين والصاد والطاء والميم والياء. قوله: (ومما يدغم فيهما) أي وذكر مما يدغم في مثله وفيما يقاربه وهي الثلاثة عشر الباقية بعد الخمسة عشر نصفها الأكثر وهو سبعة: الحاء والقاف والكاف والراء والسين واللام والنون.
قوله: (لما في الإدغام من الخفة والفصاحة) تعليل لذكر النصف الأقل في الأول والنصف الأكثر في الباقي. يعني أن الإدغام لما كان فيه خفة وفصاحة كانت الحروف التي تدغم فيهما أرجح وأكثر إفادة للخفة والفصاحة بالنسبة إلى الحروف التي لا تدغم إلا في مثلها، فلذلك ذكر النصف الأكثر من الأرجح والنصف الأقل من غيره، وبقي أربعة أحرف لا تدغم فيما يقاربها وتدغم في مثلها وهي: الميم والزاي والسين والفاء وذكر منها نصفها وهو الميم والسين. قوله: (ولما كانت الحروف الذلقية التي يعتمد عليها بذلق اللسان) أي بطرفه.
فإن الذلق بسكون اللام الطرف الجوهري: ذلق كل شيء حده وكذلك ذولقه وذولق اللسان طرفه وذلق اللسان بالكسر يذلق ذلقا أي ذرب وصار حادا سريع الجري وسهله. والحروف الذلقية ستة أحرف يجمعها قولك: رب منفل، والتي هي ذولقية حقيقة منها إنما هي: الراء والنون واللام وأما الثلاثة الأخرى منها وهي: الفاء والباء والميم فهي شفوية لا مدخل لطرف اللسان في التلفظ بها. ولعل تسمية جميع هذه الحروف الستة ذولقية مبنية على التغليب وما بقي بعد هذه الحروف الستة تسمى مصمتة وهي اثنان وعشرون حرفا. قوله: (والحلقية)
صفحة ١٢٥