أما في مجال العبادة فلقد كان العلم الذي يهتدى به في ظلم الدجى كان له في كل ليلة راتب لايتركه أوله بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر وأعلى وأجل وأعظم مما أخافه وأحذر ، وهذا من أدعية زين العابدين مع رواتب ونوافل كان يصليها في جوف الليل ، ولقد اطلعت عليه ذات ليلة وهو يصلي فأسرع بالركعة التي كان فيها ، وقال لي : أفزعت لأنه كان فوق جبا المكان حقه وعادتي أن يكون في مكانه ، فقلت : قليلا ، فقال : لست أقوم بعبادة غير أني هذه الليلة سهرت فعزمت على ركعات تغطية منه علي لأنه يريد إخفاء عبادته وإلا فكم ليلة أسمعه وهو يناجي الله سبحانه وتعالى ويبكي من خوفه شهورا وأعواما لايطلع أحد على ذلك إلا أن مكاني قريبا من مكانه فأسمعه ولقد وقع بينه وبين ناظرة الشام محمد بن أحسن الوادعي صحبة عظيمة فجعله كاتبا مع المحبشي الذي كان حاكما بصعدة فكان يتنازع غيمين عند الحاكم المذكور فأحالهم إلى الوالد رحمه الله وكان بيد أحدهما حكما من مولانا السيد العلامة أحمد بن إبراهيم الهاشمي رحمهما الله فتأمله الوالد فحكم بموجبه ، فلما علم الحاكم ضج لذلك الحكم ، ورفع إلى الناظرة بما فعله الوالد ، فأجابه الناظرة : نحن لم نفعل القاضي العلامة محمد بن يحيى مرغم لإلا ليعينك على أكثر المسائل وإلا فما أحق الكاتب بأن يكون كاتبا وقد بما أنزل الله ، ثم جعله السيد المذكور مقتظيا لنذورات الإمام الهادي بخولان فاغتنم الفرصة في إرشاد العوام في تلك الجهات .
وكان يتعب نفسه سيرا على الأقدام ، فأصلح الكثير والكثير ، وفعل المحاسن في السعي لبناء المساجد وتعليم الصلاة ، وأمرهم أن يعلموا نساءهم الصلاة ، وأن يولفوا أةلادهم عليها وعلى الخروج غلى المساجد معهم .
صفحة ١٧