ووقعت للمترجم له مع السيد العلامة محمد بن أحسن الوادعي أيام كان ناظرة الشام في مركز السنارة أيام الإمام يحيى بلغه أن الناظرة نفذ على بعض المؤمنين في أول شهر رمضان الكريم ليس لهم ذنب إلا أنهم صاموا يوم الشك وما أحد من العلماء اعترض عليه خوفا من بطشه ، فصلى الظهر في اليوم الثاني من رمضان ثم طلع إلى مركز السنارة ، ودخل على السيد محمد بن أحسن الوادعي وحال دخوله قال : السلام على من اتبع الهدى ، فأجابه الناظرة قائلا : مالك يافقيه والتعصب ، فأجابه : اللع يعلم أينا المتعصب ، هل أنت مسؤل في العبادات أم في المعاملات ؟ فأجابه الناظرة : بل في المعاملات ، فأجابه الوالد : فكيف نفذت على مؤمنين قاموا لله بطاعة ، فأجابه الناظرة قائلا : قال جدي من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم ، فأجابه الوالد : لم تصح لنا طرقه وعندنا ماهو أقوى منه ، وهو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث قال: " لأن أصوم يوما من شعبان أج إلي من أن أفطر يوما من رمضان " روى ذلك الإمام القاسم بن محمد في الاعتصام ، فأجاب القاضي علي الشامي : لم يقل إلا وقد رأى الهلال ، فأجابه الوالد هذا لايلقيه ذو علم ، وهذا نقص في الناظرة بأن يكون صادرا من جنابه ، ألم تعلم أنه باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما وقد رأى الهلال فلاشبهة ولاشك ، واستمر بينه وبين الوالد المذاكرة إلى قبيل صلاة العصر ، أخيرا قال الناظرة : والله لو قلت لكم ياعلماء الشام بأجمعكم تشهدوا لي زورا لشهدتم لي زورا ، فكبرت المقالة عند الوالد رحمه الله ولكنه أجابه وقال : كذبت والله لو ملأت لنا هذا المركز ذهبا وفضة على أن نقول كلمة زور ماقلناها ، فافعل ماشئت ، فاغتاض الناظرة من جواب الوالد ، ثم قاموا يصلون العصر وجهر بالبسملة يريد إذا عاد في قلبه شئ يخرجه لكنه لما أتم الصلاة غادر إلى البيت واحتجب عن الناس فإن دل هذا على شئ فإنما يدل على صراحة الوالد الذي يتكلم بالحق لاتأخذه في الله لومة لائم فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
أما صورته فلقد كان ربعة من الرجال لاطويل ولاقصير حسن الصورة جسمه أبيض جميعه إلا أنه يعتريه أدمة في وجهه لجدري أصابه في صغره لاعاهة به .
أما مولده رحمه الله فكان في سنة 1323ه بمدينة صعدة المحمية بإمام اليمن محيي الفرائض والسنن .
وأما وفاته رحمه الله فكانت في سنة 1380ه ثمانين وثلثمائة وألف هجرية . ... ... ... ... ...
صفحة ١٦