هذي صفاتي وأخلاقي عرفت بها وقت الشباب وبعد الشيب والهرم ... ... أما شهر رمضان الكريم فهو شهر العبادة كان فيه رحمه الله إذا انتبه من نومه في النهار قبيل الظهر سارع إلى المسجد فيصلي الظهر في جماعة ثم يدرس إلى العصر أو يدرس علم ثم يصلي العصر في جماعة إلى الساعة العاشرة ( بالتوقيت الغروبي ) قبل المغرب ، ثم يذهب إلى صعدة لزيارة مولانا أميرالمؤمنين الهادي ومن بجنبه من الأئمة والألياء والعلماء العاملين الصالحين مع قضاء ماتحتاجه عائلته من السوق ، ثم يسارع بالخروج إلى بيته برحبان ومنه إلى المسجد لتناول طعام الإفطار وأداء صلاة المغرب وبعده يذهب إلى بيته ليتناول طعام العشاء وبعده يدرس الواقعة في كل ليلة من ليالي رمضان بعده يذهب إلىسيدي العلامة المرحوم عبدالله بنإسماعيل الهاشمي ليتناول ورقة قات يستعين بها على العبادة ، ويدخل السرور على سادتي آل الهاشمي غلى الساعة الثانية والنصف العشاء فيخرجون جميعا إلى المسجد ليصلوا صلاة العشاء ، ويدرسوا فيه إلى السحر فيعاجل في مسيرة من المسجد إلى البيت لراتب كان يؤديه وهو دعاء سحر رمضان لزين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين إلى أن يصل السحور فيتسحر بسرعة ، ويذهب إلى المسجد في نوافل إلى طلوع الفجر فيصلي الفجر ، ويذهب إلى البيت فيؤدي راتب طويل من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، فإذا تيقن طلوعها رقد إلى قبيل الظهر كما ذكرنا سابقا ، وقد رأيته بعد موته في المنام كأني في جامع الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الصغير فدخلت منه إلى حجرة الجامع الكبير ، فإذا بجملة ناس من أهل الدين والعلم لم أعرف منهم إلا حي والدي العلامة الحجة يحيى بن محمد مرغم وهو في صورته التي عرفته بين صاية مطرزة بذهب وهي بيضاء ، وعمامته المعروفة وهو يقول : ياعماد ، قلت : لبيك ، فقال : تعال معي أريك اللإمام الهادي شبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسرنا إلى شرقي الجامع وتوجهنا غربا ، فقال : انظر إلى الإمام الهادي فإذا هو في باب الصومعة الكبير يجوب على الناس في أوراق فوقف الإمام الأعمال وكلم الوالد قائلا له : ياسيدنا محمد أنا أعلم أن قلبك محرق على الدين فقد قرب الفرج .
وله من الكرامات الكثيرة مالايحصى منها أنه كان يسير للإرشاد في قرى سحار وكان في وادي علاف فمر ببعض أهل الوادي يزعبون ماء مختلطين نساء ورجال يغنون رافعين أصواتهم ، فنهاهم فلم ينتهون ، فقال : الله يرجمكم ، فتقبل الله دعوته ورماهم بحجارة ليست من حجارة ذلك البلد .
أما في مجال الخطابة فلقد كان الخطيب المصقع ، والواعظ المقنع ، ولقد سمعت عن من كان يسمعه إذا خطب يتصور الجنة والنار أمامه ، وسمعت شيخي القاضي العلامة حسن النهمي أنه كان يسمعه وهو يتل الآيات من كتاب الله حال الوعظ فكأنها ليست الآيات التي تدرس لشدة زجره وخوفه من الل ، وقال : أما هذا فأمثاله قليل أضف إلى ذلك أنه كان يتعب نفسه في قرى سحار في مجال الإرشاد وتعليم الصلاة ، وحرر بينهم قواعد في عدم اختلاط النساء بالرجال في العرسات ومقاشي الجراد ، ومنع النساء من الأسواق .
صفحة ١١