وعن الخز برود
ثم هالوه بسير
لين ما فيه عود
عندها صاح حبيبي
يا معلم لا أعود
قلت يا حفص اعف عنه
إنه سوف يجيد
وهذا يدلنا على أنه كان في عهد أبي نواس كتاب، وكان فيه بعض الأغنياء بجوار أولاد الفقراء، وكان فيه ضرب شديد، وكان معلمو الكتاتيب مشهورين بالغفلة والسذاجة، حتى وضع فيهم الجاحظ رسالة لطيفة يستخف بهم، وإلى جانب الكتاتيب كان الأغنياء يعلمون أولادهم بالمعلمين الخصوصيين.
ويروي الأغاني أن التلاميذ في الكتاب كانوا إذا أتموا حفظ القرآن سير بهم في الشوارع، ونثر عليهم اللوز، وقد حدث مرة أن أصابت لوزة عين تلميذ ففقأتها، وكانت الكتاتيب هذه مقصورة على الذكور دون الإناث.
وكان من أهم مصادر الثقافة حوانيت الوراقين، وقد روى لنا الجاحظ أنه استفاد كثيرا من دكان وراق كان يجلس فيه، ويغلقه عليه، ويستوعب ما فيه، وكان يرد على هؤلاء الوراقين بعض العلماء واللغويين يتجادلون فيما بينهم في المسائل العلمية. •••
صفحة غير معروفة