تلك لعمري كافيه
فاسمع لنصح مشفق
يدعى أبا العتاهيه (5) حرية الأديان
وبجانب المسلمين في المملكة الإسلامية كان أهل الذمة، وكان من أكبر دخل الدولة الجزية التي كانت تجبى منهم، وكثيرون منهم كانوا موظفين كبارا كجبريل بن بختيشوع.
وقد عرف أن الرشيد كان شديد الوطأة عليهم ... فقد ألزمهم بنوع من اللبس يخالفون به المسلمين، وأمر بهدم الكنائس التي بنيت بعد الفتح الإسلامي، وألزم النصارى بلبس الزنار، ومع ذلك كان لهم قدر كبير من الحرية في المجادلة والمناقشة والأبحاث الدينية، وقد ترجمت التوراة والإنجيل ترجمة جديدة في عهد الرشيد، وكان النصارى يتبعون كنيستين سريانيتين: الكنيسة اليعقوبية، والكنيسة النسطورية، والأكثر يتبعون الكنيسة النسطورية، ورئيسهم كان يعرف بالجاثليق، وقد منح حق السكنى في بغداد.
وكان في بغداد حي يطلق عليه حي الروم، وله أيضا حق إرسال المبشرين في النواحي المختلفة، حتى كان من أتباعه المبشرون في الصين، وكم لعبت الأديرة ورهبانها بعقول الشعراء أمثال أبي نواس.
أثر الأديرة
وكانت الأديار مثارا لشيئين متناقضين: حياة الزهد عند الرهبان، ينقل عنهم الزهاد وصاياهم ونصائحهم، والغزل عند الأدباء؛ وذلك لأنه كان يوجد في هذه الأديار بعض الجميلات والوسيمين من الفتيان والفتيات، وكانت الأديار أيضا - في الغالب - تقع في أمكنة النزهة والبساتين البديعة، فأكثر فيها المجان والشعراء من شعرهم، فقال الشاعر:
فتنتنا صورة في بيعة
فتن الله الذي صورها
صفحة غير معروفة