أنس الجليس :
نعم، يا سيدي هذا البستان، كأنه روضة من الجنان، ولكن دخلناه في هذا الظلام، ولم نر فيه صاحبا ولا خداما، ونخشى إذا حضر صاحبه الآن، أن يؤنبنا على الدخول بغير استئذان.
علي :
مهما كانت أخلاق صاحبه ردية، فلا أظن يعاملنا بغير الإنسانية؛ خصوصا إذا علم أننا غرباء، وكان دخولنا إلى بستانه التجاء، من وثبة أسد، أو غائل ذي رصد. وحيث قد لاعنا الجوع، وأنحلنا طلب الهجوع، فنصطاد شيئا من سمك هذا النهر، نوالي بأكله جزيل الحمد والشكر، للعليم العلام، وبعدها ننام. خذي أنت هذه السنارة واصطادي من هذه العبارة، وأنا أصيد في هذا المكان، والرزق على الواحد المنان. ها قد صادت السنارة!
أنس الجليس :
وأنا يا ذا النضارة، قد صادت السنارة.
علي :
انظري سمكتي.
أنس الجليس :
هذه يا مولاي أكبر.
صفحة غير معروفة