هارون الرشيد مع الأمير غانم بن أيوب وقوت القلوب: رواية تاريخية غرامية أدبية تلحينية تشخيصية
تصانيف
هلال :
هيا يا أخي مسعود، لنوفي بما وعدتنا به الملكة زبيدة، ونضع هذا الصندوق في هذه المغارة.
مسعود :
نعم يا أخي، ونذهب بالعجل قبل أن يرانا أحد. (هنا يضعون الصندوق في المغارة، ويذهبون، وينزل غانم من فوق الشجرة.)
غانم :
إلهي وفقني من الاستمساك بما يقربني إليك من الحمد، واعصمني من الاسترسال فيما يبعدني عنك من الخطأ والعمد، وقد انشرح خاطري، وسرت سرائري، وتوفرت مسراتي، وتضاعفت لذاتي، بنجاتي من السودان، بفضلك يا ذا الجود والإحسان، فالسعيد من تأمل في معاني الحكم، وسلك السبيل الأقوم، وتدبر في عواقب الأمور بالانتظار، وتلقى الأشياء من طريق الاعتبار؛ فالحمد لله على خلاصي من بلائي، وما دهاني من شدة عنائي، فقد نجوت من مكر هؤلاء العبيد، فإنهم لو رأوني لقتلوني في هذا المحل البعيد، ولكن ليت شعري ما الذي في هذا الصندوق تركوه، فلا بد أن يكون مالا لبعض التجار سرقوه، وبعد قليل يأتون إليه ويخرجونه، ويأخذون ما فيه، وعلى بعضهم يقسمونه، فينبغي علي أن أدخل هذه المغارة، وأنظر ما في هذا الصندوق. (يدخل غانم المغارة ثم يخرج سريعا.)
ما هذا هه ... هذه غادة حسناء، وجميلة هيفاء، بدر محياها فتان، كأنها من الحور الحسان، ولا شك أنها من بنات الولاة، وهي في قيد الحياة، لكن مغمى عليها، فيا ليت شعري، من أوصل هؤلاء العبيد إليها؟ فلا بد لها من شان، ولكن ما أبدع هذا الجمال الفتان! وما أحلى هذا الدلال، والبهجة والكمال!
وعذري الهوى العذري وهو يمين
به مقسم التبريح ليس يمين
لأفتك من ضرب الصفاح تبين
صفحة غير معروفة