استخدم محمد علي لهذا الغرض بعض النازلين من السوريين والغربيين.
قلة الأيدي العاملة:
إلا أن الأيدي العاملة كانت نادرة، وكان العمل غير منتظم، فقرر لمواجهة المشكلة الأولى، وهي قلة الأيدي العاملة، عدم نقل المؤلفات في وقت واحد، فكلف المترجمين التدرج في نقلها على حسب الحاجة.
8
إعادة طبع الكتب المترجمة في الآستانة:
ثم قرر أيضا إحضار الكتب الفنية التي ترجمها علماء الآستانة إلى اللغة التركية، وإعادة طبع عدد غير قليل منها بمطبعة بولاق، كما يتضح ذلك من الكشف المفصل الذي أرسله الدكتور «بيرون» والمسيو «بيانكي» إلى المجلة الآسيوية بباريس؛ وقد نشرته المجلة في عدد شهري يوليو وأغسطس سنة 1843، وبه أسماء الكتب العربية والفارسية والتركية المطبوعة ببولاق، ولم يكن هذا الإجراء إلا حلا مؤقتا لا يفي بحاجة المدارس.
تعدد لغات التدريس:
ومما زاد المشكلة عسرا عدم ثبات الحكومة على سياسة مستقرة بشأن التعليم؛ إذ لجأت إلى دول مختلفة لتحصل على الكتب المدرسية والمدرسين. فتعددت بذلك لغات التدريس، وزادت مهمة المترجمين صعوبة ومشقة. «اتجهت أنظار الحكومة أولا إلى إيطاليا فاستدعت منها الأساتذة والضباط، واختارت من المؤلفات ما قام بترجمته أعضاء بعثاتها، ولم يعرف من أعضاء البعثة الأولى إلى إيطاليا في سنة 1813 إلا نقولا مسابكي وقد تخصص في فن السبك والطباعة»،
9
ولما أخذ النفوذ الإيطالي يضعف في مصر واحتل الفرنسيون شيئا فشيئا مركز الإيطاليين الثقافي، ألغي تدريس اللغة الإيطالية في المدارس، وأبعد كثير من الضباط والمدرسين الإيطاليين، وعين الدكتور كلوت بك ناظرا لمدرسة الطب، وصار معظم المدرسين فيها من الفرنسيين يلقون محاضراتهم باللغة الفرنسية، ويوصون بترجمة الكتب الفرنسية، وكانت قد سافرت بعثة أخرى سنة 1818 إلى أوروبا فاتجهت إلى فرنسا بدلا من إيطالية، ولم يعرف من أعضائها سوى عثمان نور الدين الذي كلفته الحكومة عند عودته إلى مصر بأعمال الترجمة؛ لقلة المترجمين، وخصصت له قصر إسماعيل باشا، وألحقت به بعض المترجمين؛ فقدم إلى العلم خدمات جليلة، وإلى الحكومة معونة نفيسة في ترجمة المكاتبات الرسمية.
صفحة غير معروفة