محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
تصانيف
حلل فيه بعض هذه الرسائل، وأشار إلى أهميتها القصوى في دراسة الأحداث السياسية للهند في القرن الثامن عشر، ثم نشر هذه الرسائل بعد ذلك في كتاب مستقل. (4-5) الحالة في الهند في القرن 18
كان القرن الثامن عشر في الهند تسوده الفوضى ويشيع فيه الترف؛ إذ لم يكد أورنجزيب ينتقل إلى العالم الآخر (1707م) حتى ظهرت عوامل الانقسام والتفكك واضحة، وعجز خلفاؤه البله الضعاف عن السيطرة على العناصر الجامحة في الوقت المناسب، ونتيجة لهذا سادت الدولة عوامل الفوضى والاضطراب، وأصبح التاج المغولي ألعوبة تتداولها أيدي الأطراف المتنافسة، وتتابع عدد من الملوك الصغار كالدمى على مسرح السياسة في سرعة عجيبة، لا يكاد يظهر واحد منهم حتى يختفي وشيكا، وأصبح تاج شاه جهان وأورنجزيب طيفا لمجد غابر.
ولقد أثار ضعف الحكومة المركزية أطماع الأمراء وحكام الأقاليم، وتبع ذلك سباق جنوني في سبيل الحصول على السلطة السياسية؛ كذلك أفسدت مؤامرات النبلاء ودسائس البلاط حياة الشعب.
ولقد أفادت الطوائف المنقسمة المختلفة الفائدة الكبرى من ضعف الحكومة المركزية، وخاصة طوائف المراتا
Marathas ، والسيخ
Sikhs ، والجات
Jats ، فبدأت تثور - بعد أن استعادت ثقتها بنفسها - على إمبراطورية المغول المترنحة.
أما المراتا فقد حجبوا الحكومة الشرعية تماما في جوجرات
Gujrat
وملوا
صفحة غير معروفة